موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


الباب الثالث والثمانين وثلاثمائة، ولكن أيضاً هناك أبواب أخرى في هذا الموضوع منها الباب الثاني الذي يزيد عن الأربعين صفحة، والباب الثامن والتسعين ومائة الذي يقارب المئتي صفحة من الفتوحات المكية.

ويوجد مخطوطات عديدة لهذا الكتاب في مكتبات العالم وعدة سماعات في حلب ودمشق ذكرها عثمان يحيى في تصنيفه.[1]

الشيخ أوحد الدين حامد الكرماني (قونية)

وفي قونية تعرّف الشيخ محي الدين على الشيخ أوحد الدين الكرماني (559/1164-635/1238)[2] الذي سيكون له أثر كبير في نشر التصوف في شمال شرق آسيا وإيران، وكذلك سوف يكون له دور كبير هو والشيخ محي الدين في تربية صدر الدين القونوي بعد وفاة والده الشيخ مجد الدين الرومي وهو الذي سيكون له الفضل في نشر التصوف في البلاد التركية.

والشيخ أوحد الدين أصله من إيران، من كرمان، وكان ابن أمير من السلاجقة هناك، ثم ذهب إلى بغداد للدراسة وأصبح شيخاً لأحد الفتوّات هناك، ثم جاء إلى الأناضول لإصلاح المؤسسات الدينية عن طريق الفتوات التي أثبتت نجاحها في بغداد. ولكن يبدو أن الشيخ الكرماني واجه معارضة شديدة في قونية فغادرها واستقر في قيصرية، نحو الشمال بين قونية وملطية.[3]

ولقد كان للشيخ أوحد الدين دور مهم في نشر التصوف في هذه المناطق وشكّل ما أصبح يعرف بالطريقة الأوحدية التي تعتمد أصولها على التحليق في الآفاق والأنفس والهيام في جمال حسان الوجوه لبلوغ العشق الإلهي. ولكن بعض الدراسات عن حياة أوحد الدين كرماني ومؤلّفاته ورباعيّاته ومنهجه في السير والسلوك الصوفي، تشير إلى أنه كان مفتوناً بجمال الشباب.[4] وهو الأمر الذي يرفضه الشيخ محي الدين رفضا قاطعا كما وضّح في الباب الثامن ومائة، الذي خصصه الشيخ لمعرفة الفتنة والشهوة وصحبة الأحداث والنسوان، أن ذلك يعدّ من سوء المزاج وأن الشيوخ إنما حذّروا من أخذ الرفاق من النساء ومن صحبة الأحداث لما فيه من الميل الطبيعي، ثم يضيف أنه حرام على المريدين والصوفية صحبة الأحداث لاستيلاء الشهوة الحيوانية عليهم بسبب العقل الذي جعله الله مقابلاً لها فلولا العقل لكانت الشهوة الطبيعية محمودة.



[1] مؤلفات ابن عربي: ص413-414.

[2] ذكر ذلك في الأمر المحكم المربوط.

[3] الرحمن المطلق: ص179.

[4] كتاب: أوحد الدين كرماني وحركت أوحديه [أوحد الدين كرماني والطريقة الأوحدية]، ترجمة: منصورة حسيني؛ داود وفايي، طهران. يقول الناشر عن هذا الكتاب أنه دراسة عن حياة أوحد الدين كرماني ومؤلّفاته و رباعيّاته ومنهجه في السير والسلوك الصوفي، ويشير المؤلف إلى رحلات هذا المتصوف الذي عاش في العصر السلجوقي، كما يذكر أصول الأوحديّة وطريقتها وخلفاء أوحد الدين. ويرى المؤلّف أنّ أصول هذه الطريقة في التصوف تستند إلى التحليق في الآفاق والأنفس والهيام في جمال حسان الوجوه لبلوغ العشق الإلهي. ويقول عن أوحد الدين أنّه كان مفتوناً بجمال الشباب، ويعد الشيخ نصيرالدين خوئي (أخي أورون) وزوجته فاطمة خاتون من أتباعه وكذلك الشيخ شمس الدين تفليسي وزين الدين صدقة.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!