موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


واستقر فيها حتى سنة 607/1211 ثم خلفه ابنه كيكاؤس الذي كان أميراً على ملطية قبل ذلك وكان أستاذه ومربيه مجد الدين الرومي وهو صاحب ابن العربي.

عندما وصل مجد الدين إلى ملطية أرسل له الملك كيخسرو حتى يكلّفه بمهمة إصلاح الوضع الاجتماعي ببناء الفتوات كما فعل عند الخليفة الناصر لدين الله في بغداد. ويبدو أن الشيخ محي الدين جاء برفقته إلى قونية فتعرّف عليه كيخسرو وأكرمه وأجلّه كثيرا، ويقول المقرِّي في "نفح الطيب" أن ملك الروم، وهو إمّا كيخسرو أو ابنه كيكاؤس، أمر له مرّة بدارٍ تساوي مائة ألف درهم، فلمّا نزلها وأقام بها مرّ به في بعض الأيّام سائل، فقال له: شيء لله! فقال: ما لي غير هذه الدار، خذها لك، فتسلّمها السائل وصارت له.[1]

وتجدر الإشارة هنا إلى أن الشيخ محي الدين رضي الله عنه يرى إباحة الأخذ من عطاء السلطان ويقول إنه ما هو إلا أمانة عنده للمسلمين، فمن عرض عليه السلطان شيئاً فليأخذه لأنه هو صاحبه على الحقيقة وما كان إلا أمانة له عند السلطان. وفي المقابل فإن الشيخ يرفض الأخذ من الناس ويعتبر أن ذلك شيء يأخذ من المروءة. فيقول الشيخ محي الدين في "محاضرة الأبرار":

إن الحلال من المكاسب همّتي
تمضي المروءة أخذه من عالم
تمتنّ من قبل العطاء وربّما
فلتجتنب أخذ الفتوح فإنه
إلا من السلطان فهو نصيبكم
هو عنده للمسلمين أمانة

والأخذ من مال الفتوح أجانبه
مذمومة أحواله ومذاهبه
سألت عليك بما يعيل مدانبه
يجني على الأعقاب منك عقائبه
مما تعيّن بالشريعة واجبه
فمتى حباك فخذه إنك صاحبه[2]

ولذلك نجد أن الشيخ محي الدين لا يرفض الهبة من السلاطين، بل كان يأخذها ويتصدق بها إن لم يكن بحاجتها. فقد ذكر المقرِّي في "نفح الطيب" أيضاً أن صاحب حمص رتّب له كلّ يوم مائة درهم، وابن الزكي كلّ يوم ثلاثين درهماً، فكان يتصدّق بالجميع.[3]

رسالة الأنوار (قونية 602/1205)

وفي قونية استمر الشيخ محي الدين بالكتابة فأنتج عدداً من الكتب منها رسالة الأنوار وكذلك كتاب "الأمر المحكم المربوط" وكتاب "العظمة".

وتُعتبر رسالة الأنوار من أهم الكتب التي ألّفها الشيخ محي الدين في قونية وقد ذكر فيها الشيخ رضي الله عنه كيفيّة الدخول بالخلوة الصحيحة ومن ثَمّ ما هي الأنوار التي يمكن أن تتجلى للمريد في



[1] نفح الطيب: ج2ص164.

[2] محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار: ج2ص408.

[3] نفح الطيب: ج2ص166.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!