موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


الصور ويعتقدون أنها أرواح تنبؤهم بعلوم وكشوف غيبية.

فيقول الشيخ محي الدين أنه التقى في الموصل بالمهذب ثابت بن عنتر الحلوي، الذي كان يعارض القرآن، سنة إحدى وستمائة، وسمعه يتلو بعضاً من السور التي أنشأها معارضة للقرآن الكريم، ويقول عنه أنه كان في مزاجه اختلال إلا أنّه كان من أزهد الناس وأشرفهم نفساً ومات في تلك السنة.[1]

التنزلات الموصلية (الموصل 601/1205)

وفي الموصل في هذه السنة كتب الشيخ محي الدين كتاب "التنزلات الموصلية في أسرار الطهارات والصلوات والأيام الأصلية" الذي يتناول موضوع المعاني الباطنية للوضوء والصلاة وعلاقة الأيام الأصلية بأوقات الصلوات، وقد ألفه الشيخ محي الدين في بضعة أيام في الموصل.

وتجدر الإشارة إلى أن الشيخ محي الدين ابن العربي لديه رؤية فريدة في معاني الأيام وأنواعها وعلاقتها مع بعضها لا توجد عند غيره من المفكرين أو الفلاسفة. فهو يعتبر أن هناك ثلاثة أنواع من الأيام هي الأيام المشهودة وهي الأيام العادية المعروفة، ثم أيام السلخ وهي المشار إليها في قوله تعالى في سورة يس: ((وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ [37]))، وهي ترتبط بالأيام المشهودة بعلاقة معينة ذكرها الشيخ محي الدين في كتاب أيام الشأن. وأما النوع الثالث من الأيام فهي أيام الإيلاج وهي الأيام الأصلية المقصودة في عنوان هذا الكتاب، وهي أيضاً مذكورة بالتفصيل في كتاب أيام الشأن.[2]

ونشير في هذا الصدد أيضاً أن رؤية الشيخ محي الدين للزمن وطبيعته تعتبر رؤية فريدة لم يسبق لأحد من العلماء أو الفلاسفة أن تحدّث عنها، ولقد قمنا في الأطروحة بدراسة تفصيلية لمفهوم الزمن عند الشيخ محي الدين ابن العربي ومقارنته مع النظريات العلمية الحديثة وخلصنا إلى نتائج مهمة تدل على إمكانية الاستفادة من رؤية الشيخ محي الدين عن الزمن في تفسير بعض الظواهر الفيزيائية المستعصية وبناء نظرية متكاملة عن أصل العالم وتركيبه. وكما ذكرنا من قبل فسوف نعدّ هذه الأطروحة للنشر باللغة العربية قريبا إن شاء الله تعالى.

كتاب الجلال والجمال (الموصل 601/1205)

وكذلك في الموصل كتب الشيخ محي الدين كتاب الجلال والجمال في يوم واحد كما يقول في نهاية هذا الكتاب حسب بعض المخطوطات.[3] وقد ناقش الشيخ رضي الله عنه في هذا الكتاب معنى الجلال والجمال بالنسبة لله تعالى وذكر أن الجلال هو معنى يرجع منه إليه وهو الذي منَعَنا من المعرفة به، أما الجمال فهو معنى يرجع منه إلينا وهو أعطانا المعرفة به. ويضيف أن الجلال والجمال صفتان يقابلهما في



[1] الفتوحات المكية: ج3ص17.

[2] كتاب أيام الشأن، مطبوع ضمن مجموعة رسائل ابن عربي، طبعة حيدر آباد.

[3] مؤلفات ابن عربي: ص272-273.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!