المهدوي في تونس وذكر فيها العديد من شيوخه،[1] ولكن هذا الكتاب لم يلق بعدُ العناية اللازمة ولم يتم تحقيقه وطبعه مع أنه قد تمّ ترجمة أجزاء منه إلى الإسبانية والإنكليزية.

ويعدّ هذا الكتاب، بالإضافة إلى كتاب "روح القدس"، مرجعاً أساسياً لدراسة حياة الشيخ محي الدين وعلاقته بشيوخه.

وكذلك فقد كتب الشيخ محي الدين في دمشق كتاباً مختصراً سمّاه "مختصر الدرة الفاخرة في ذكر من انتفعت بهم في طريق الآخرة".[2]

رسالة روح القدس في مناصحة النفس (مكة 600/1204)

وكما ذكرنا من قبل فيعدّ كتاب "رسالة روح القدس في مناصحة النفس" من أهم الكتب التي يُعتمد عليها في دراسة حياة الشيخ محي الدين وسيرته، حيث ذكر الشيخ رضي الله عنه أيضاً العديد من الشيوخ الذين التقى بهم وعاملهم. وهذا الكتاب عبارة عن رسالة طويلة كتبها بمكة سنة 600 وأرسلها إلى أخيه أبي محمد عبد العزيز بن أبي بكر القرشي المهدوي في تونس.

وقد طبع هذا الكتاب طبعات كثيرة وترجمت أجزاء منه إلى عدة لغات، وله أسماء أخرى منها "الرسالة القدسية" و"الروح القدسية" و"رسالة مهدوية"، ويوجد منه مخطوطات عديدة ويعود الفضل للسماعات المذيّلة في هذه المخطوطات لتحديد مسار الشيخ محي الدين ابن العربي في الكثير من رحلاته التي قام بها بعد سنة 600، حيث كان يقرأ هذا الكتاب على تلاميذه في أغلب المدن التي يزورها.[3] ولكن بالإضافة إلى كونه يحوي على معلومات مهمة عن سيرة الشيخ محي الدين، فقد ذكر الشيخ في هذا الكتاب، كما يوحي به عنوانه، طريقة صارمة لتهذيب النفس ونصحها وتعريتها من الدعوى التي قد تحجبها عن حقيقتها فتظن أنها وفّت حقّ ربّها وأنها تفوّقت على غيرها؛ فبدأ الشيخ محي الدين يقارن نفسه مع مشاهير الصحابة والصالحين ويُظهر ما تميّز به كل واحد منهم مما لم يقم به هو فيُظهر لنفسه كم هي مقصّرة في حق الله تعالى وأنه لا يجوز لها الغرور والظن الحسن بنفسها.

[1] مؤلفات ابن عربي: ص309-310.

[2] مؤلفات ابن عربي: ص547-548.

[3] مؤلفات ابن عربي: ص573-578.