موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


تحترف كلّ سبتٍ بقدر ما تأكله في بقيّة الأسبوع. فقال: الذي بلغك صحيح، كذلك كان الأمر. فقال الشيخ: فلِم خصصت يوم السبت دون غيره من الأيام أيام الأسبوع؟ فقال: نِعم ما سألت، ثم قال في الردّ: بلغني أن الله ابتدأ خلق العالم يوم الأحد وفرغ منه يوم الجمعة فلمّا كان يوم السبت استلقى ووضع إحدى رجليه على الأخرى وقال أنا الملك، هذا بلغني في الأخبار وأنا في الحياة الدنيا، فقلت والله لأعملنّ على هذا؛ فتفرّغت لعبادة الله من يوم الأحد إلى آخر الستة أيام لا أشتغل بشيء إلا بعبادته تعالى وأقول أنه تعالى كما اعتنى بنا في هذه الأيام الستة فأنا أتفرّغ إلى عبادته فيها ولا أمزجها بشغل نفسي. فإذا كان يوم السبت أتفرّغ لنفسي ما تحصل لها ما يَقوتها في باقي الأسبوع، كما روينا من إلقاء إحدى رجليه على الأخرى وقوله أنا الملك … الحديث، وفتح الله لي في ذلك. فقال له الشيخ محي الدين: من كان قطب الزمان في وقتك؟ فقال: أنا ولا فخر. فقال له الشيخ: كذلك وقع لي التعريف. قال: صدقك من عرّفك، ثم قال له عن أمرك (يريد المفارقة). فقال له الشيخ محي الدين: ذلك إليك، فسلّم عليه سلام محبّ وانصرف.

ثم يضيف الشيخ محي الدين أنه كان بعض أصحابه والجماعة في انتظاره لكونهم كانوا يدرسون معه إحياء علوم الدين للغزالي رحمه الله، فلما فرغ من ركعتي الطواف جاء إليهم، فقال له بعضهم وهو نبيل بن خزر بن خزرون السبتي (من أهل سبتة) رأيناك تكلّم رجلاً غريباً حسن الوجه وسيماً لا نعرفه في المجاورين من كان ومتى جاء؟ فيقول الشيخ محي الدين أنه سكت ولم يخبرهم بشيء من شأنه إلا بعض إخوانه فإنه أخبرهم بقصته فتعجبوا لذلك.[1]

وفي مكان آخر في الباب الثالث والسبعين من الفتوحات المكية يقول الشيخ محي الدين أثناء ذكره لرجال العدد الذين تكلمنا عليهم من قبل أن منهم رضي الله عنهم ستة في كلّ زمان لا يزيدون ولا ينقصون وكان منهم السبتي ابن هارون الرشيد الذي تجسّد له روحه في الطواف حسّاً كما تجسّد جبريل في صورة أعرابي.[2] ثم يقول ابن العربي أن هؤلاء الرجال الستة هم رجال الأيام الستة التي خلق الله فيها العالم ولهم سلطان على الجهات الستّ التي ظهرت بوجود الإنسان. وكان منهم أيضاً رجلٌ من أهل أرزن الروم كان الشيخ محي الدين رضي الله عنه يعرفه واجتمع به في دمشق وفي سيواس وفي مالطة وفي قيصرية وكان له والدة كان برّا بها كثيرا.[3]

وحدة الوجود والخلق في ستة أيام

وتجدر الإشارة هنا إلى أن الشيخ محي الدين ابن العربي له رؤية فريدة لم يتطرّق لها أحدٌ قبله أو



[1] الفتوحات المكية: ج4ص12، وكذلك: ج1ص638، ج2ص6، ج2ص14، ج4ص11-12.

[2] الحديث عن أبي موسى قال: أتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جبريل في صورة أعرابي... الحديث، وفيه يسأله عن الإيمان والإسلام والإحسان. انظر كنز العمال: رقم 1364.

[3] الفتوحات المكية: ج2ص15.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!