موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ومع بدء انهيار الدولة العباسية وضعفها خضعت مكة لحكم عدد من الطوائف كالقرامطة والإخشيديين ثم الأشراف الموسويين ثم السليمانيين ثم الهواشم الذين استمر حكمهم إلى سنة 597/1200،[1] وذلك قُبيل قدوم الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي إلى مكة المكرمة.

كان بنو قتادة يسكنون البادية فلمّا كثر عددهم سار بهم قتادة إلى ينبع فاحتلها، ثم تطلّع إلى إمارة مكة المكرمة فسار إليها بجيش كبير فاستولى عليها وأجلى منها بني هاشم سنة 597/1200 وظلت هذه الطبقة في الحكم نحو سبعة قرون و نصف إلى أن أجلاهم السعوديون عنها سنة 1343/1924، الذين قاموا أيضاً بتوسعات كبيرة في الحرم الشريف وخاصة في العقود الأخيرة.

وقتادة هو الشريف قتادة بن إدريس الينبعي المكي ويكنى أبا عزيز وكان يسكن في العلقمية من ينبع، وأصبح في قومه رئيساً، فجمعهم وحارب الأشراف بني حراب لِما بلغه من انهماكهم في اللهو والظلم. وكان قتادة مهيباً وقوراً قويَّ النفس شجاعاً مِقداماً. يذكر ابن الأثير أنه كان أول ملكه حسن السيرة، فقد أزال عن مكة العبيد المفسدين وحمى البلاد وأحسن إلى الحجاج وأكرمهم، إلا أنه بعد ذلك وفي آخر أيامه ساءت سيرته وتوفي في سنة 617/1220 أو 618/1221، والله أعلم.[2]

فضل مكة المكرمة والحرم

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم فتح مكة: "هَذَا البَلَدُ حَرّمَهُ اللهُ يَوْمَ خَلَقَ السّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللهِ إلَى يَوْمِ القِيَامَةِ لاَ يُعْضَدُ شَوْكُهُ وَلاَ يُنَفّرُ صَيْدُهُ وَلاَ يَلْتَقِطُ لُقَطَتَهُ إلاّ مَنْ عَرّفَهَا وَلاَ يُخْتَلَى خَلاَهُ".[3] وقال أيضاً في فضل مكة المكرمة: "وَاللهِ إِنِّيْ لأَعْلَمُ أَنَّكِ خَيْرَ أَرْضِ اللهِ، وَأَحَبَّ أَرْضِ اللهِ إِلَيَّ، وَلَوْلاَ أَنِّيْ أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ".[4]

وقال عليه الصلاة والسلام عن فضل الصلاة في المسجد الحرام: "صَلاةٌ فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ مِئَةُ أَلْفِ صَلاَةٍ، وَصَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي أَلْفُ صَلاَةٍ، وَفِي بَيْتِ المَقْدِسِ خَمْسَ مِئَةَ صَلاَةٍ."[5]



[1] مرجع السباعي 202. تاريخ أمراء مكة المكرمة، عارف عبد الغني، ص463-475.

[2] ابن الأثير، "الكامل في التاريخ" ج9ص345 حوادث سنة 618هـ، وانظر كذلك "تاريخ ابن خلدون": ج4ص134-136، وانظر السباعي، "تاريخ مكة": ص224-227.

[3] صحيح البخاري، في كتاب الحج، باب فضل الحرم، رقم 1510. وكذلك في صحيح مسلم في كتاب الحج، باب تحريم مكة وصيدها، رقم 1353.

[4] المستدرك على الصحيحين في الحديث، لأبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري، تحقيق مصطفى عبد القادر، دار الكتب العلمية-بيروت، 1990: ج3ص316.

[5] فض القدير، شرح الجامع الصغير، للإمام المناوي، الجزء الرابع، رقم 5109.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!