موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


الطريق المعروف المتبع من قبل القافلات أو أنه ركب البحر عن طريق السفن والقوارب التي كانت تجوب ساحل المتوسط في ذلك الوقت. ومن المحتمل أنه قد قدم إلى مصر عن طريق البحر وذلك لأنه لا يذكر أيّ شيءٍ في كتبه عن المدن الكثيرة التي سيمر عليها لو أنه قدم عن طريق البرّ. ولقد رأينا في أول هذا الفصل كيف أن الشيخ رضي الله يفضل سفر البرّ ولكن كما رأينا أدركه الوقت ولم يستطع إكمال كتاب إنشاء الدوائر الذي بدأه في تونس فأخذه معه ليكمله في مكة، فربما كان هذا سبب اختياره للبحر، وإن كان كذلك فسوف ينزل على الأغلب في الإسكندرية قبل أن يتوجه إلى الفسطاط (القاهرة) التي كانت تحت الحكم الأيوبي.

وكذلك لا نعرف متى وصل الشيخ محي الدين إلى مصر ولكننا نعرف أنه غادرها في نفس السنة بعد أن قضى شهر رمضان مع أصدقاء طفولته الشيخ أحمد الخياط والشيخ محمد الحريري اللذان كانا قد ذهبا إلى الحج في سنة 590/1193 ثم استقرّا في القاهرة. هذا يعني في الحقيقة أن هناك وقتاً كافياً لكي يصل الشيخ محي الدين إلى مصر برّاً، إذا فرضنا أنه وصلها مع بداية شهر رمضان وغادر تونس في شهر رجب. في كل الأحوال، سواء قدم عن الطريق البحر أو عن طريق البرّ، فمن غير المستبعد أن يكون قد مرّ بالإسكندرية قبل أن يصل إلى القاهرة، مع أنه لا يذكرها إلا مرة واحدة في كتبه ولا نعرف هل زارها في هذا الوقت أم في زياراته القادمة إلى مصر والتي سنذكرها في الفصل الخامس.

الإسكندرية

فلقد ذكر الشيخ محي الدين الإسكندرية مرة واحدة بشكل عابر في الفتوحات المكية، ولا نعلم متى بالتحديد كان هناك ولكن يبدو أن ذلك كان في أول دخوله إلى مصر. وفي الإسكندرية التقى ببعض رجال الله الذين لهم مقامات العلم بأسماء الله تعالى من حيث دلالتها على الذات الإلهية، وهي المقامات التي حصّلها الشيخ محي الدين بُعيد دخوله في طريق الله تعالى بقليل كما ذكرنا في بداية الفصل الثاني.

وهناك أيضاً إشارة أخرى إلى الإسكندرية حيث يقول رضي الله عنه في وصاياه عن الشيخ عبد الله المغاور الذي كان في إشبيلية ثم ذهب إلى الحج فأقام في الإسكندرية مدة إلى أن مات، فيقول إنه قد أدركه ولكنه لم يجتمع به. ولكن من غير الواضح فيما إذا كان ابن العربي يقصد أنه قد أدركه في الإسكندرية أو في إشبيلية.[1]



[1] الفتوحات المكية: ج4ص521.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!