موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


سدىً وإنما تركه ليُخرجه القائم بأمر الله في آخر الزمان أي المهدي عليه السلام الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً.[1]

كتاب إنشاء الدوائر (تونس، 598/1202)

وهناك أيضاً في أثناء زيارته هذه لتونس بدأ ابن العربي بكتابة كتابه الشهير "إنشاء الدوائر والجداول" والذي يعدّ تكملة لما ذكره في كتاب التدبيرات الإلهية وكتاب عنقاء مغرب حول موضوع المضاهاة بين الإنسان والعالم كما ذكرنا أعلاه، ولذلك قد يسمى هذا الكتاب أحياناً باسم "مضاهاة الأكوان فيما يقابلها من الإنسان" ويدرس فيه الشيخ محي الدين موضوع الوجود والعدم وعلاقة الوجود بأسماء الله الحسنى، مع أن هذه الموضوعات قد فصّلها الشيخ محي الدين لاحقا في كتاب الفتوحات المكية.[2]

ومن خلال هذا الكتاب وأمثاله بنى الشيخ محي الدين رؤيته التي تعتمد على أساس التشابه بين الإنسان والعالم وأن الإنسان عالم صغير والعالم إنسان كبير. فيقول مثلا في الباب السادس من الفتوحات المكية:

وأما قولنا في هذا الباب ومعرفة أفلاك العالم الأكبر والأصغر الذي هو الإنسان فأعني به عوالمك كلياته وأجناسه وأمراؤه الذين لهم التأثير في غيرهم وجعلتها مقابلة هذا نسخة من هذا وقد ضربنا لها دوائر على صور الأفلاك وترتيبها في كتاب إنشاء الدوائر والجداول الذي بدأنا وضعه بتونس بمحل الإمام أبي محمد عبد العزيز ولينا وصفينا رحمه الله.[3]

ولكن الشيخ محي الدين لم يستطع أن يكمل هذا الكتاب في تونس لأنه كان لا بدّ أن يكمل رحلته نحو مكة بقصد الحج خاصة وأنه سوف يمرّ بمصر والخليل والقدس والمدينة المنوّرة. ولقد خاطب الشيخ الأكبر صديقه أبا محمد عبد العزيز من مكة وهو يحثّه على الحج إليها ويبيّن له فضلها على بقيّة الأماكن حيث أن الأماكن قد تتفاضل بسبب من يسكنها أو كان قد سكنها من الأنبياء أو الأولياء أو الأرواح، فقال في الباب الرابع من الفتوحات المكية في مقدمة حديثه عن سبب بدء العالم:

قد وقف الصفيّ الوليّ أبقاه الله على سبب بدء العالم في كتابنا المسمى بعنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب وفي كتابنا المسمى بإنشاء الدوائر الذي ألفنا بعضه بمنزله الكريم في وقت زيارتنا إياه سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ونحن نريد الحج فقيّد له منه خديمه عبد الجبار أعلى الله قدره القدر الذي كنت سطّرته منه ورحلت به معي إلى مكة زادها الله تشريفاً في السنة المذكورة لأتممه بها فشغلنا



[1] الفتوحات المكية: ج4ص550.

[2] انظر مثلا في الفتوحات المكية: ج3ص416-448.

[3] الفتوحات المكية: ج1ص120.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!