موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


عباده كما ورد في صحيح مسلم من تحوله سبحانه وتعالى في الصور،[1] كما ينبغي لذاته من غير تشبيه ولا تكييف.[2]

الشيخ أبو القاسم البجائي (مراكش، 597/1200)

وفي مراكش أيضاً التقى الشيخ محي الدين بأبي القاسم البجائي، الذي نقل إليه بعض أحاديث الشيخ أبي مدين وأصحابه الذين عاصرهم مثل أبي عبد الله الغزّال العارف الذي كان بالمرية وأبي عبد الله الهوازي بتونس وأبي يعزي وأبي شعيب السارية وأبي الفضل اليشكري وأبي النجا وتلك الطبقة.[3]

اتقوا النار ولو بشق تمرة

وحول موضوع أهمية الصدقة أيضاً يروي الشيخ محي الدين أنه جرى لبعض شيوخه من أهل الموازنة بالمغرب الأقصى أنّ السلطان رفع إليه في حقه أموراً يجب قتله بها، فأمر بإحضاره مقيداً وينادي في الناس أن يحضروا بأجمعهم حتى يسألهم عنه، وكان الناس فيه على كلمة واحدة في قتله والقول بما يوجب ذلك وزندقته. فمرّ الشيخ في طريقه برجل يبيع خبزاً فقال له أقرضني نصف قرصة فأقرضه فتصدق بها على شخص عابر، ثم حُمل وأُجلس في ذلك الجمع الأعظم والحاكم قد عزم عليه إن شهد فيه الناس بما ذُكر عنه أنه يقتله شرّ قتلة، وكان الحاكم من أبغض الناس فيه. فقال الحاكم: يا أهل مراكش هذا فلان ما تقولون فيه؟ فنطق الكل بلسان واحد: إنه عدلٌ رضيّ! فتعجب الحاكم، فقال له الشيخ لا تعجب فما هي هذه المسألة بعيدة؛ أيّ غضب أعظم غضبك أو غضب الله وغضب النار؟ قال غضب الله وغضب النار؟ قال وأيّ وقاية أعظم وَزناً وقدراً: نصف قرصة أو نصف تمرة؟ قال نصف قرصة. قال: دفعت غضبك وغضب هذا



[1] حديث تحول الله سبحانه وتعالى في الصور من الأحاديث المهمة التي يعتمدها ابن العربي في رؤيته للوجود والخلق وعلاقته بالخالق تعالى، وقد ورد ذلك في حديث طويل وهو حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه (الجزء الأول، كتاب الإيمان، باب معرفة طريق الرؤية، رقم 299) حدثني زهير بن حرب، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد الليثي؛ أن أبا هريرة أخبره؛ أن ناسا قالوا لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا رسول الله! هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "هل تضارُّون في رؤية القمر ليلة البدر؟" قالوا: لا يا رسول الله! قال: "هل تضارُّون في الشمس ليس دونها سحاب؟" قالوا: لا يا رسول الله! قال "فإنكم ترونه كذلك؛ يجمع الله الناس يوم القيامة، فيقول: من كان يعبد شيئا فليتبعه. فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت. وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها. فيأتيهم الله، تبارك وتعالى، في صورة غير صورته التي يعرفون. فيقول: أنا ربُّكم. فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتينا ربُّنا، فإذا جاء ربُّنا عرفناه. فيأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون. فيقول: أنا ربكم. فيقولون: أنت ربُّنا، فيتبعونه. ويُضرب الصراط بين ظهري جهنم، فأكون أنا وأمتي أول من يجيز. ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل. ودعوى الرسل يومئذ: اللهم! سلم، سلم... الحديث.

[2] الفتوحات المكية: ج2ص326.

[3] الفتوحات المكية: ج4ص550.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!