موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


وخمسمائة حين عبرت عساكر الموحدين إلى الأندلس لقتال العدوّ حين استفحل أمره على الإسلام. فيقول إنه لقي هناك رجلاً صالحا وكان من أخصّ أودّائه فسأل ابنَ العربي: ما تقول في هذا الجيش هل يُفتح له ويُنصر في هذه السنة أم لا؟ فقال له الشيخ محي الدين: ما عندك في ذلك؟ فقال: إن الله قد ذكر ووعد نبيّه صلّى الله عليه وسلّم بهذا الفتح في هذه السنة وبشّر نبيّه صلّى الله عليه وسلّم بذلك في كتابه الذي أنزله عليه، وهو قوله تعالى في سورة الفتح: ((إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا [1]))، فموضع البشرى "فتحاً مبيناً" من غير تكرار الألف فإنها لإطلاق الوقوف في تمام الآية، فانظر أعدادها بحساب الجمّل. فيقول الشيخ محي الدين أنه حينذ نظر في حساب الجمل لهذه الآية فوجد الفتح يكون في سنة إحدى وتسعين وخمسمائة. وقد حصل ذلك فعلا إذ أنه لما جاز إلى الأندلس بعد فترة وجيزة فكان الله قد نصر جيش المسلمين وفتح الله به قلعة رباح والأركو وكركوي وما انضاف إلى هذه القلاع من الولايات.

ثم يوضح الشيخ الأكبر كيف تم الحساب فيقول إنه إذا أخذنا للفاء ثمانين وللتاء أربعمائة وللحاء المهملة ثمانية وللألف واحد وللميم أربعين وللباء اثنين وللياء عشرة وللنون خمسين والألف قد أخذنا عددها؛ فكان المجموع إحدى وتسعين وخمسمائة.[1]

معركة الأرك (591/1195)

بعد أن تولى يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن الخلافة انشغل بإخماد الثورات التي قامت ضده في أفريقية، حتى كتب ألفونسو السادس كتاباً يدعوه فيه إلى القتال وفيه سخرية واستهانة شديدة بالمسلمين، فلما قرأ أبو يوسف الخطاب كتب على ظهر رقعة منه: "(( ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ)) [النمل: 37]، الجواب ما ترى لا ما تسمع". وأمر بالتأهب للحرب في الأندلس وأذاع كتاب ألفونسو في جنوده فثار الناس للجهاد ضد الإسبان، فسار بقواته إلى الأندلس في العشرين من رجب سنة 591، ثم بادر بالسير إلى قشتالة، ولكنه لما علم أن ملك قشتالة قد حشد قواته على مقربة من قلعة الأرك وهي تقع على الحدود بين قشتالة والأندلس، اتجه بجيشه إلى ذلك المكان.

وفي التاسع من شعبان سنة 591 وقعت موقعة الأرك الفاصلة، فتلقى المسلمون عدة ضربات وكادوا يخسرون المعركة لولا احكام الخطة التي وضعوها حيث هجم أمير الموحدين وباغت ألفونسو قائد الإسبان فنفذ إلى قلب جيشهم حين كان معظمهم يقاتلون في الصفوف الأمامية، فالتفوا عليهم، وتساقط معظم الفرسان النصارى حول ملكهم الذي رفض الهروب حتى اقتاده بعض جنوده بعيداً عن الميدان وأنقذوا حياته.

وهكذا انتهى يوم الأرك بهزيمة النصارى على نحو مروع، وسقط منهم في القتال ثلاثون ألف قتيل، وأسروا عشرين ألفاً، وغنم المسلمون معسكر الإسبان بجميع ما فيه من المتاع والمال، واقتحموا عقب



[1] الفتوحات المكية: ج4ص220.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!