موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


العجائب من الإشارات وما وقع له معهم من المسائل الإلهية في المواقف وغيرها.[1]

المقام العيسوي

ولا عجب أن ترتبط تربية الشيخ الأكبر بالشيخ العريبي وذلك أن العريبي كان على قدم عيسى عليه السلام وهو الذي كان له الفضل في توبة الشيخ الأكبر بداية والاعتناء به طُوال الوقت كما ذكرنا وكما سنفصّل ذلك لاحقا إن شاء الله: "وكان شيخنا أبو العباس العريبي على قدم عيسى عليه السلام."[2] ولكن الشيخ الأكبر يبيّن في مكان آخر أن الشيخ العريبي كان في نهايته على قدم عيسى عليه السلام أما هو فقد كان كذلك في بدايته ثم انتقل إلى الوراثة الموسوية ثم إلى وراثة هود عليه السلام ومن ثم إلى الوراثة المحمدية:

وكان شيخنا أبو العباس العريبي رحمه الله عيسوياً في نهايته وهي كانت بدايتنا أعني نهاية شيخنا في الطريق كانت عيسوية ثم نُقلنا إلى الفتح الموسوي الشمسي ثم بعد ذلك نُقلنا إلى هود عليه السلام ثم بعد ذلك نُقلنا إلى جميع النبيين عليه السلام ثم بعد ذلك نُقلنا إلى محمد صلّى الله عليه وسلّم. هكذا كان أمرنا في هذا الطريق ثبّته الله علينا ولا حاد بنا عن سواء السبيل.[3]

آخر زيارة للعريبي

دخل عليه الشيخ محي الدين في آخر مرة رآه فيها وكان معه جماعة، فوجدوه قاعداً فسلموا عليه وقد أراد بعض الجماعة أن يسأله، فإذا به رضي الله عنه قد رفع رأسه وقال: خذوا مسألة، وقد رأيتك بها يا أبا بكر، وأشار إلى ابن العربي، لم أزل أتعجب من قول أبي العباس بن العرّيف: "حتى يفنى من لم يكن ويبقى من لم يزل"، ونحن نعلم أن من لم يكن فانيا ومن لم يزل باقيا فإيش قال أجيبوا؟ فلم يكن في الجماعة من أجابه. فعرض على الشيخ محي الدين الجواب ولكن نفسه حضرته بعثوره على وجه المسألة دونهم، فلم يتكلم لأنه، كما يقول، كان شديد القهر لنفسه في الكلام. ولكن الشيخ العريبي عرف ذلك منه فلم يُعد عليه.[4]

ونجد الشيخ محي الدين لاحقا يستخدم هذه العبارة في دعواته وصلواته على النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم حيث يقول في الصلوات الفيضية: (اللهم أسألك) أَن تُصَلي على سيِّدنا محمَّدٍ صلاةً تكحلُ بها بصيرتي بالنورِ المرشوش في الأَزل، لأَشهد فناء ما لم يكن وبقاء ما لم يزل، وأَرى الأَشياء كما هي فِي



[1] روح القدس: ص46-48.

[2] الفتوحات المكية: ج3ص208.

[3] الفتوحات المكية: ج2ص223.

[4] روح القدس: ص 48.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!