موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


وكان ابن العربي من أخلص المريدين عند العريبي، فكان إذا دخل عليه يقول له: مرحبا بالابن البار، كلّ أولادي نافق عليّ وجحد نعمتي إلا أنت فإنك مُقرّ بها معترف لا أنساها الله لك.

الشيخ العريبي في بدايته

وقد سأله الشيخ محي الدين مرة عمّا اتفق له مع الله تعالى في أول بدايته، فقال: كان قوت أهلي في السنة ثمانية أعدال تيناً، والعدل مائة رطل. فلما جلست مع الله في الخلوة صاحت عليّ المرأة وسبّتني وقالت لي قُم واخدم وسُق ما يقوم بأولادك لعامهم، فشوّشت عليّ خاطري. فقلت يا ربّ هذه تحول بيني وبينك ولا تزال تُتعبني فإن كنت تريد لي مجالستك فأرحني من همّها وإن كنت لا تريدني فعرّفني. قال: فناداني الحق في سرّي: "يا أحمد اجلس معنا ولا تبرح فما يذهب النهار حتى نأتيك بعشرين عدلا تيناً قوت عامين". فلم تكن إلا ساعة وإذا بصارخٍ وعلى عنقه عدل من تين هدية فقال لي الحق: "هذا واحد من عشرين". فما غربت الشمس حتى أكمل عندي عشرين عدلا، فسُرَّت المرأة والأطفال وشكرتني المرأة ورضيت عني.

الجبال والمهاد

وكما ذكرنا أعلاه فإن الشيخ العريبي كان يجتمع مع الشيخ محي الدين في بيت صاحبه وصفيّه أبي عبد الله الخياط المعروف بالعصّاد وأخيه أبي العباس أحمد الحريري. فيقول الشيخ محي الدين أنه صلى معهم الصبح مرة فقرأ الإمام "عمّ يتساءلون" فلما وصل إلى قوله تعالى من سورة النبأ ((أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا [6] وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا [7])) غاب ابن العربي عن قراءة الإمام وما سمع شيئاً ورأى شيخَه أبا جعفر العريبي وهو يقول: المهاد العالم والأوتاد المؤمنون، المهاد المؤمنون والأوتاد العارفون، والمهاد العارفون والأوتاد النبيون، والمهاد النبيون والأوتاد المرسلون، فلما رُدّ إلى نفسه فإذا الإمام يقرأ: ((... وَقَالَ صَوَابًا [38] ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ [39])) فلما فرغوا من الصلاة سأله عن ذلك فوجده قد خطر له في تلك الآية ما شهده.

كرامة أخرى

ثم يروي الشيخ محي الدين عن شيخ العريبي كرامة أخرى وذلك أن إنساناً هاجمه ليذبحه فأضجعه والسكين في يده والشيخ يمدّ له عنقه، وهمَّ به أصحابه ليأخذوه، فقال لهم الشيخ: اتركوه يفعل ما يؤمر به! فكان يأخذ السكين ليمرّ به على حلقومه فيحوّله الله في يده حتى رُمي به وترامى بين يديه تائباً.

ويقول الشيخ الأكبر في روح القدس أنه لولا خشية التطويل لأظهر من أمره وأمر غيره من شيوخه



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!