موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


المزيد من صفات العريبي

ثم يذكر الشيخ الأكبر المزيد من صفات شيخه العريبي في رسالة روح القدس فيقول إنه كان بدوياً أميّاً لا يكتب ولا يحسب، وكان إذا تكلم في علم التوحيد فحسبك أن تسمع، لا تجده أبداً إلا ذاكراً على طهارة مستقبل القبلة، أكثر دهره صائماً، وكان قويّاً في دين الله لا تأخذه في الله لومة لائم. وكان رضي الله عنه كثير التفكّر مبسوطاً مع الحق في عموم أحواله. وكان رضي الله عنه لا يتجرّد لنوم في ثوب ولا يهتزّ في سماع، فإذا سمع القرآن تقصّف وتصدّعت أركانه.

قصة أسر العريبي

ويذكر ابن العربي أيضاً في روح القدس أن الإسبان أسروا الشيخ العريبي مرة، وكان قد أعلم أصحابه بذلك وقال لهم غداً يُؤخذ الكلّ أسرى، فصبّحهم العدوّ فأخذهم عن آخرهم، فأُكرم مثواه ونُظفت له دارٌ حسنة وخُدم، ثم اتفق مع العلج الذي كان عنده على أن يفكّ أسره مقابل خمسمائة دينار، فجاء إلى أصحابه ليجمع المبلغ، فقالوا له: نجمع لك من شخصين أو ثلاثة، فقال لا إنّما أريدها من أشخاص كثيرة لو قدرت أن آخذها من كلّ إنسانٍ ذرّة فعلت؛ إن الله تعالى أخبرني أنّ كلّ نسمة وزنت فيها شيئاً عُتقت من النار فاستغنم الخير لأمّة محمد صلّى الله عليه وسلّم.

الاستسقاء

ومرّة كان الشيخ العريبي بإشبيلية مع أصحابه فقيل له أن أهل قصر كتامة يحتاجون إلى المطر فسِر إليهم فاستسق لهم لعل الله أن يسقيهم! فخرج لذلك وخرج معه خادمه محمد وكان على بعد مسيرة ثمانية أيام، فقال له بعض أصحابه أدع الله لهم من هنا، قال: أُمرت بالخروج إليهم. فخرج فلما وصل قصر كتامة وأشرف عليه مُنع من دخوله فاستسقى لهم وهم لا يشعرون، فسقاهم الله في الحين، فرجع من ذلك الموضع ولم يدخل البلد حتى وصل إلى إشبيلية. فأخبرهم محمد خادمه الذي مشى معه لمّا سقاهم الله ونزلت الأمطار أن الغيث كان ينزل عن يمينهم ويسارهم وأمامهم وخلفهم من غير أن يصيبهم منه شيء. فقال الشيخ الأكبر للشيخ العريبي: عزّ عليّ حيث لم تصبك رحمة الله عزّ وجلّ! فصاح الشيخ وقال: فزت بها يا محمد يا حسرة لو تذكرتها هناك.

حامل القرآن

ومرة دخل عليه رجل ومعه ابنه والشيخ الأكبر جالس إلى جانبه، فسلّم الرجل عليه وقال لابنه سلّم عليه، وكان الشيخ العريبي قد ذهب بصره. فقال له الرجل يا سيّدي إن ابني هذا من حملة القرآن يحفظه! فتغيّر الشيخ وطرأ عليه حالٌ، وقال: القديم يحمل الحديث، القرآن يحمل ابنك ويحملنا ويحفظ ابنك ويحفظنا. فهذا كان من حضوره رضي الله عنه.

الابن البار



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!