موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


فوائده على ابن العربي

ويقول الشيخ محي الدين أنه قد استفاد من الشيخ يوسف الكومي على وجه الخصوص عدة مسائل منها: مسألة الوصال، و"أنا سيد ولد آدم"، و"آدم ومن دونه تحت لوائي"، و"التدبير نصف العيش" و"إذا أحب الله عبدا ابتلاه"، و"قلب القرآن يس".[1]

المنفعة المتبادلة في الترويض والمواجيد (586/1190)

ولقد ذكرنا في الأعلى أيضاً أن علاقة الشيخ محي الدين بشيوخه كانت علاقة تعليم متبادل وليست فقط علاقة مريد بشيخه، فيقول الشيخ محي الدين أنه قد انتفع بالشيخ يوسف كثيرا وما راضه أحد من مشايخه سواه، ولكن الشيخ يوسف أيضاً انتفع من مواجيد الشيخ محي الدين، فكان له تلميذاً وأستاذاً، وكلّ ذلك لأن الشيخ محي الدين قد تقدّم فتحه على رياضته كما ذكرنا أعلاه، فبلغ مراتب الشيوخ والمعلمين وهو بعد ما يزال مريدا.[2]

الوصول إلى الله سبحانه وتعالى

من المعروف أن هدف الصوفي هو الوصول إلى الله تعالى، وهذا أمرٌ قد يكون مشكلا على بعض الناس، فلا يعرفون كيف يكون، لأن الإنسان اعتاد على تقدير كل شيء بالمسافة والبعد؛ والله ليس كذلك بل هو أقرب إلينا من حبل الوريد. ولكن السالك الذي يسلك طريق الله تعالى، الذي هو الشريعة، ليصل إلى الحقيقة، يمرّ على المقامات القلبية التي يقطعها في سلوكه مثل التوبة والمحاسبة والخوف والرجاء والمراقبة والزهد والورع والصبر واليقين والحياء وغيرها. فليس المُراد من الوصول إلى الله تعالى المعنى المعروف بين ذوات الأشياء المادية وغير المادية، فالله ليس متحيّزا في مكان حتى يُسلك طريق فيوصل إليه. قال ابن عطاء الله السكندري: وصولك إلى الله وصولك إلى العلم به، وإلا فجلّ ربُّنا عن أن يتّصل به شيءٌ أو يتّصل هو بشيءٍ.[3]

وقد يبدو الطريق الموصل إلى الله تعالى، وهو عبور هذه المقامات القلبية التي ذكرناها، طويلا جدّاً وشاقّاً ويحتاج إلى مجاهدة ورياضة طويلة. ولكن ابن العربي يذكر أن الشيخ أبا يعقوب يوسف بن يخلف الكوميّ يقول: بيننا وبين الحق المطلوب عقبة كؤود ونحن في أسفل العقبة من جهة الطبيعة فلا نزال نصعد في تلك العقبة حتى نصل إلى أعلاها، فإذا استشرفنا على ما وراءها من هناك لم نرجع، فإن وراءها ما لا يمكن الرجوع عنه، وهو قول أبي سليمان الدارانيّ: "لو وصلوا ما رجعوا" يريد إلى رأس العقبة،



[1] روح القدس 48-51.

[2] الفتوحات المكية: ج1ص616.

[3] الحكم العطائية؛ شرح وتحليل، د. محمد سعيد رمضان البوطي، دار الفكر-دمشق، 2003: ج4ص447.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!