موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


الشيخ الإمام أبو يعقوب يوسف بن يخلف الكومي

وكما رأينا من قبل فإن الشيخ الإمام أبا يعقوب الكومي كان من أوائل الشيوخ الذين تربى الشيخ محي الدين على أيديهم وكان له فيه أثر كبير وخاصة في الرياضة، ويبدو أن الشيخ الكومي هو أول من عرّف الشيخ محي الدين على مكانة الشيخ أبي مدين مع أنه لم يلتقِ به في العالم الطبيعي كما سنرى في الفصل القادم.

وكذلك سوف نرى أن الشيخ محي الدين حافظ على علاقته بشيخه يوسف حتى آخر لحظة ترك فيها المغرب، حيث ذهب بشكل مخصوص من الأندلس إلى جنوب المغرب إلى مدينة سلا حتى يودّعه، حيث يبدو أن الشيخ يوسف ترك الأندلس واستقر في المغرب، وكذلك كان يرافقه أثناء وجودهما معا في مدينة فاس.

بعض صفاته

فيقول الشيخ الأكبر في روح القدس عن شيخه وإمامه أبي يعقوب يوسف بن يخلف الكومي العبسي رضي الله عنه أنه صحب أبا مدين رضي الله عنه وسكن ديار مصر مدة وتأهّل بمدينة الإسكندرية، ورغب في مصاهرة أبي طاهر السلفي. وقد عُرضت عليه ولاية فاس فأبى. له في الطريق قدم راسخة. كان أبو مدين رضي الله عنه لسان هذه الطريقة ومحيها ببلاد المغرب يقول في أبي يعقوب أنه مثل المَرسى القوي للسفينة. كان كثير الأوراد، يخفي صدقته، يكرم الفقير ويذل الغني، ويسارع في قضاء حاجة الفقير بنفسه.

ويضيف الشيخ محي الدين في وصفه فيقول إنه كان كبير الهمة، الغالب عليه طريق الملامية،[1] وكان غالبا مقطّب الوجه ولكنه إذا أبصر فقيراً تبرُق أسارير وجهه؛ كان يدني الفقير من نفسه حتى يجلسه على فخذه، ويخدم أصحابه بنفسه.

ومما تميّز به الشيخ يوسف أيضاً أنه كان إذا أعطى المجاهدة للمريد يعملها معه، وكذلك للاثنين والثلاثة يعمل مع هذا ومع هذا فتراه لا يفتر. وهذا أمر نادر بين الشيوخ المربّين.

تربيته وتعليمه لابن العربي

ولقد روينا في الأعلى كيف كان الشيخ الكومي يصطحب معه ابن العربي حتى قبل أن يدخل الطريق. ثم دخل الشيخ محي الدين تحت أمره فربّاه وأدّبه فنعم المؤدّب ونعم المربّي. وقد عرّف عليه صاحبه بدراً الحبشي كما هي عادته كما رأينا أعلاه. ينقل عنه الشيخ محي الدين أنه سمعه مرة يقول: إذا



[1] الملامية أعلى فئة بين رجال الله بعد الزهّاد ثم الصوفيّة، وسوف نتكلّم عنهم في الفصل الثالث.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!