موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


عليه وسلّم أن يفوزوا بمحمد صلّى الله عليه وسلّم دوننا! والله لأزاحمنّهم عليه حتى يعلموا أنهم خلّفوا بعدهم رجالاً.[1]

ولكن أبا مسلم الخولاني هذا لم يكن شقيق أمه بل ربما أحد أجدادها لأن الشيخ الأكبر ذكر أيضاً في "روح القدس" أثناء وصفه لحال الشيخ أبي محمد عبد الله الباغي الشكاز، الذي سيأتي ذكره، فقال عنه: "لم أر له شبيها إلا أبا مسلم الخولاني التابعي."[2] ثم ذكر نفس الوصف أعلاه. وبالتالي فإن خاله هذا هو التابعي المعروف عبد الله بن ثوب وأصله من العراق من البصرة، وقد التقى بعمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان بينهما قصة سنرويها بعد قليل. ذكره ابن سعد في الطبقات الكبرى:

أبو مسلم الخولاني واسمه عبد الله بن ثوب وكان ثقة وتوفي في خلافة يزيد بن معاوية. أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا هشام الدستوائي قال حدثنا قتادة أن كعبا لقي أبا مسلم الخولاني فقال له: من أين أنت يا أبا مسلم؟ قال: من أهل العراق، قال: من أي العراق؟ قال: من أهل البصرة.[3]

وذكر النويري في "نهاية الأرب":

وممن أسلم من خولان أبو مسلم الخولانيّ العابد، واسمه عبد الله بن ثوب، ولم ير رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وإنما قدم المدينة بعد وفاته، وله خبر عجيب مع الأسود العنسيّ، نذكره في أخباره في خلافة أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه (انظر هذه القصة أدناه).[4]

بعض كرامات أبي مسلم

وكان أبو مسلم مقربا من معاوية بن أبي سفيان، وله أخبار كثيرة ذكرها الذهبي في سير أعلام النبلاء،[5] وفي تاريخ الإسلام[6] وغيرهم. ويبدو واضحا من كل هذه القصص أن أبا مسلم الخولاني كان من الأولياء أصحاب الكرامات؛ ولقد اشتهرت قصته مع الكذّاب الأسود العنسيّ الذي ادّعى النبوة في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه. وقد روى الكثير من المؤرخين تلك القصة، فقال ابن عبد البرّ في "الاستيعاب":

أبو مسلم الخولاني العابد. أدرك الجاهلية وأسلم قبل وفاة النبي صلّى الله عليه وسلّم ولم ير رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقدم المدينة حين قُبض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم واستُخلف أبو بكر. فهو معدودٌ في كبار التابعين عداده في الشاميين اسمه عبد الله بن ثوب وقيل: عبد الله بن عوف



[1] الفتوحات المكية: ج2ص18، وكذلك: ج1ص109.

[2] روح القدس: ص69-70.

[3] الطبقات الكبرى، لابن سعد، دار بيروت للطباعة والنشر-بيروت، 1985: ج9ص451.

[4] نهاية الأرب في فنون الأدب، تأليف شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر-القاهرة، 1964: ج18ص82.

[5] الذهبي، "سير أعلام النبلاء": ج4ص7-14.

[6] الذهبي، "تاريخ الإسلام": عهد الخلفاء الراشدين (ص539-540)، حوادث وفيات 61-80 (ص22، ص292-298).


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!