موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


أساسها بنية العالم وتركيبه.[1]

فقد ذكر ابن العربي أن أمه نور كانت تأتي معه لزيارة أمه الروحية فاطمة القرطبية بنت ابن المثنّى، التي سنذكرها بعد قليل، والتي كانت تقول لها: "يا نور هذا ولدي وهو أبوك فبُرّيه ولا تعقّيه".[2] ويتبين من هذا كيف أن ابن العربي كان في الحقيقة مثالا لأمّه تقتدي به، كما كانت فاطمة القرطبية -وكان عمرها خمسا وتسعين سنة- مثالاً له يقتدي بها، وهذا معنى الأبوّة والبنوّة الروحية.

وكذلك عندما عُرج به إلى السماء روحيا كما سنرى في الفصل الثالث كان عندما يريد أن يدخل منزلا يقرع بابه فيطلب الحاجبُ تعريفه فيقول له الملكُ المرافق له: إنه محمد بن نور، فيعرّفه باسم أمه كما يفعل الذين يتعاملون مع الأرواح.[3]

مدحه للأنصار

لقد أرجع بعض الباحثين[4] نسب والدة ابن العربي إلى البربر معتبرا أن خاله يحيى ابن يغان بربريا لأنه كان ملك تونس قبل ابن العربي ببضعة عقود، كما سنذكر قصته بعد قليل. ولكن ذلك لا يبدو صحيحاً لأن خاله الآخر عربي من العراق وكذلك فقد صرّح ابن العربي أن أمّه تنسب إلى الأنصار الذين نصروا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في أول بعثته، وله في ذلك قصيدة جميلة نظمها في مدح الأنصار من غير رويّة ولا تفكير وذلك عن أمرٍ من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أتاه عن طريق رؤيا مبشرة رآها يحيى ابن الأخفس في أثناء إقامته في دمشق، وذلك في قصة طويلة ذكرها الشيخ الأكبر في "الفتوحات المكية" وكذلك في "الديوان الكبير"، وسنذكرها في الفصل السادس إن شاء الله تعالى، وهو يقول في هذه القصيدة، بعد قوله "وكانت أمي تنسب إلى الأنصار": [5]

إنّي امرؤٌ من جملةِ الأنصارِ

فإذا مدحتهمُ مدحت نجاري

خاله التابعيّ أبو مسلم الخولاني

ذكر الشيخ الأكبر في كتبه قصة اثنين من أخواله وكانا عالمين صوفيين زاهدين، فيقول في حديثه عن طائفة الزهاد عن خاله أبي مسلم:

كان خالنا أبو مسلم الخولاني رحمه الله من أكابرهم؛ كان يقوم الليل فإذا أدركه العياء ضرب رجليه بقضبانٍ كانت عنده ويقول لرجليه أنتما أحق بالضرب من دابتي، أيظن أصحاب محمد صلّى الله



[1] الفتوحات المكية: ج3ص430.

[2] الفتوحات المكية: ج2ص348.

[3] الفتوحات المكية: ج2ص620.

[4] الرحمن المطلق: ص33، 252.

[5] الفتوحات المكية: ج1ص267-268.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!