موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


حضور الشيخ محي الدين جنازة ابن رشد في قرطبة سنة 595/1199.

المذهب الظاهري

وعلى الرغم من أن المذهب المالكي كان هو المذهب السائد في بلاد الأندلس إلا أن الكثير من الناس تأثر بالمذهب الظاهري الذي قاده ابن حزم (384/994-456/1063). ويقال إن الخليفة يعقوب ابن يوسف أعرض عن مذهب مالك، وأخذ بمذهب الظاهرية، فعظم أمر الظاهرية في أيامه وكان منهم في المغرب خلق كثير. وقد اتُّهم ابن العربي نفسه أنه كان ينقل عن ابن حزم الذي كان له الفضل في إنعاش المذهب الظاهري في الأندلس، ولكن الشيخ الأكبر نفى ذلك بشكل قطعي، وقال بشكل صريح إنه يعتقد بوجوب الأخذ بإجماع العلماء بعد القرآن والسنة، حيث نقل عنه قوله:

نسبوني إلى ابن حزمٍ وإني
لا ولا غيره فإن مقالي:
أو "يقول الرسول" أو "أجمع الخلق"

لست ممن يقول قال ابن حزمِ
قال "نص الكتاب"، ذلك علمي
على ما أقول حكمي

ولكن الشيخ الأكبر كان يجلّ ابن حزم ويذكره بالخير، فقد روى عنه بعض الآراء والأحاديث، وذكر أنه رأى مرة النبي صلّى الله عليه وسلّم في المنام وقد عانق أبا محمد ابن حزم المحدث فغاب الواحد في الآخر فلم يرَ إلا واحداً وهو رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثم قال إن هذه هي غاية الوصلة.[1]

وابن حزم هو علي بن أحمد بن حزم بن يزيد، ولد في قرطبة سنة 384/994 وكان شاعرا وأديبا يتميز بحاضرة تجعله يرتجل الشعر. نشأ في بيت ثراء وغِنى ثم تقلد الوزارة ولكنه زهد في الدنيا وتركها لأصحابها وعكف على العلم والتصنيف حيث كتب ما يزيد عن أربعمائة مصنف منها "المحلى"، "جمهرة أنساب العرب"، و"طوق الحمامة". ولكنه واجه حملات شديدة من قبل الفقهاء حتى إن مصنفاته قد أُحرقت ومُزّقت علانية. توفي ابن حزم سنة 456/1063.

والمذهب الظاهري يقوم على أساس أن المصدر الفقهي الوحيد هو ظواهر النصوص من الكتاب والسنة، فلا مجال للرأي أو للقياس في الأحكام الشرعية، وكذلك الاستحسان، والذرائع، والمصالح المرسلة، وباقي وجوه الرأي، كلها غير صالحة عندهم في الحكم، بل يأخذون بالنصوص وحدها، فإن لم يوجد نص فالأصل الإباحة.

وقد قام بإنشاء هذا المذهب وبيان أحكامه وتوضيح أدلته داود الأصفهاني وهو أبو سليمان بن علي بن خلف الأصفهاني، ولد بالكوفة عام 202/817، وتوفي عام 270/883، ثم جاء ابن حزم الأندلسي الذي كان له الفضل في بيان هذا المذهب وبسطه ونشره في الأندلس.



[1] الفتوحات المكية: ج2ص519، وأيضاً في رسالة المبشرات، مخطوطة بيازيد 1686.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!