موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل السابع

العِشَاء

أنصاره ومعارضوه وتأثيره في الفكر الإسلامي والعالمي بعد وفاته رحمه الله سنة 638/1240

أفلت شمسنا بمغرب ذاتي
فتوضأتُ ثم جئتُ إليه
قلت: ربي، فقال: لبيك عبدي،
فافتتحنا به، فردَّ علينا
وتدانى، فكان مني كأني،
قال: تمضي، فإن قومك جاؤوا
قم فحيّيهم، فقلت: السلامُ،
ما ألذّ الخلوّ بالله ليلاً
فاستمع رمز ما أغار عليه،
يشبه العسجد الكريم وجودي
لو رأى عالِماً به، لا بذاتي،
فأنا عالمٌ به وبذاتي

فدعاني إلى الصلاة الشهيدُ
من قريبٍ، وإنه لبعيدُ
أين حمدي؟ فقلت: أنت الحميدُ
مثله، واكتفى، وكان المزيدُ
ثم ولّى، فقلت: أين تريدُ
ومُقامي مع الكيان شديدُ
وبقلبي من الفراق وقودُ
لو يصح المقصود صح الوجودُ
يا حبيبي، وإنني لكنودُ
وهو شخصُ وجْدي منه الوريدُ
لتوالى عليّ منه الشهودُ
فوصالٌ وقتاً، ووقتاً صدودُ

وتعتبر هذه القصيدة (من التنزلات الموصلية: ص323) تعبيراً بديعاً عن رؤية ابن العربي للوجود ووحدته وعلاقته بالله سبحانه وتعالى وربط كلّ ذلك بالصلاة وخاصة بمعنى كلمة الحمد لله كما ذكرنا من قبل وكما سنذكر بمزيدٍ من التفصيل في هذا الفصل. ولكن انظر هنا في معنى البيتين الأخيرين أنّ الإنسان لو كان عالما بالله وليس عالما بنفسه لتوالى عليه من الله الشهود، ولكنّه عالماً بالله وبذاته فوصال وقتا ووقتا صدود، أي أن العالم يتردّد بين الوجود بالله وهو الوجود الحقّ وبين الوجود بالنفس وهو وجود خيالي ليس له حقيقة ذاتية.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!