موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يطق الشام فليلحق بيمنه، فإن الله قد تكفل لي بالشام".[1]

· وعن عبد الله بن حوالة الأزدي أنه قال: يا رسول الله خِر لي بلداً أكون فيه، فلو أعلم أنك تبقى لم أختر عن قربك شيئاً. قال: "عليك بالشام". فلما رأى كراهيتي للشام قال: "أتدري ما يقول الله في الشام؟ إن الله عز وجل يقول: -يا شام أنت صفوتي من بلادي، أدخل فيك خيرتي من عبادي-. إن الله قد تكفل لي بالشام وأهله."[2]

· "يا أيها الناس توشكون أن تكونوا أجناداً مجندة، جند بالشام وجند بالعراق وجند باليمن". فقال ابن حوالة: يا رسول الله إن أدركني ذلك الزمان فاختر لي، قال: "إني أختار لك الشام، فإنه خيرة المسلمين، وصفوة الله من بلاده، يجتبي إليها من صفوته من خلقه، فمن أبى فليلحق بيمنه، وليسق من غدره، فإن الله قد تكفل لي بالشام وأهله".[3]

ولم يكن الشيخ محي الدين هو الوحيد الذي قدم من المغرب العربي واستقر في دمشق، بل كان هناك عدد كبير من المغاربة والأندلسيين الذي قصدوا دمشق إما للتعليم أو للمعيشة، وقد كان للكثير منهم مكانة اجتماعية مرموقة. ولكن المذهب المالكي الذي قدم به المغربيون ربما وقف حاجزاً بينهم وبين الاندماج الكلي مع المجتمع الدمشقي الذي كان يتبع المذهب الشافعي على الأغلب.

الحب المجهول

مع أننا لا ندري التاريخ بدقة، ولكن الشيخ محي الدين يقول إنه أوّل ما دخل إلى الشام وجد في نفسه حبّاً مجهولاً لا يعرف سببه ولا متعلقه، وذلك أن النفوس لها استشراف على الغيب فتعشق شيئاً أو شخصاً لم تره قط في الواقع ثم تراه بعد وقت فتتعلق به وتعرف أن الحب الذي كانت تُكنّه هو لهذا الشخص أو لهذا الشيء وهي لا تدري.

فيقول الشيخ محي الدين أن ذلك من ألطف ما وجده في الحب وهو أن تجد عشقاً مفرطاً وهوىً وشوقاً مقلقاً وغراماً ونحولاً وامتناع نوم ولذة بطعام ولا تدري فيمن ولا بمن ولا يتعيّن لك محبوبك. ثم بعد ذلك بالاتفاق إما يبدو لك تجلّ في كشف فيتعلق ذلك الحب به أو ترى شخصاً فيتعلق ذلك الوجد الذي تجده به عند رؤيته فتعلم أن ذلك كان محبوبك وأنت لا تشعر، أو يُذكر لك شخص فتجد الميل إليه



[1] مجمع الزوائد: المجلد العاشر، الحديث رقم 16645، رواه البزار والطبراني، وقال: "فليلحق بيمنه وليسق من غدره". وفيهما سليمان بن عقبة وقد وثقه جماعة وفيه خلاف لا يضر، وبقية رجاله ثقات.‏ وهذا الحديث قد رواه الشيخ محي الدين في آخر كتاب القتوحات المكية، (ج4ص500) كما ذكرنا في مقدمة هذا الكتاب.

[2] مجمع الزوائد: المجلد العاشر، الحديث رقم 16647، رواه الطبراني من طريقين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير صالح بن رستم وهو ثقة.‏

[3] مجمع الزوائد: المجلد العاشر، الحديث رقم 16648، رواه الطبراني ورجاله ثقات.‏


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!