موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل السادس

المَغْرِب

إقامته في دمشق حتى وفاته رحمه الله

620/1223 - 638/1240

إذا أنت أبصرت الوجود مثالاً
فأنزلتَه بالعلم أرضاً أريضةً
وأعليته في الرأس تاجاً مكلّلاً
وحِزت به الأكوان شرقا ومغرباً
وكم قد رأينا فيه نقصاً محقّقاً
وكم قد سألت الله فيه إجابةً
لقد طلعت شمسي عليه وعندها

تصـرّفت فيه يُمنةً وشمالاً
وأطلعتَه بدراً وكان هلالاً
وقد كان في رِجل الزمان نعالاً
وما بينهنّ قبلةً وشمالاً
فلما أتيناها رأيت كمالاً
وكم قد أجبت الله فيه سؤالاً
مددت له في العالمين ظلالاً[1]

الخلاصة

بعد طول الترحال وقطع البيادي والتلال، طلب الشيخ الأكبر مكاناً للاستظلال، فاختار مدينة دمشق التي تنتهي إليها الآمال. فكما كانت بداية توبته على يدي عيسى عليه السلام، أراد أن تكون خاتمته في مهبط عيسى قبل يوم القيام.

ودمشق هي أقدم مدينة مأهولة في التاريخ وقد وردت الأحاديث الكثيرة بحفظ الله لها وتفضيلها على غيرها من البقاع، فأهل الشام سوط الله تعالى في الأرض، والأبدال في أهل الشام، والشام صفوة الله من بلاده، إليها يجتبي صفوته من عباده، وإليها ينتقل عمود الإيمان، وإذا وقعت الفتن فالأمن بالشام.

وفي الشام، حيث سيقضي السنوات السبعة عشر الأخيرة من عمره، وجد الشيخ محي الدين الأمن والراحة والاستقرار خاصة وأن له بها الكثير من الأصدقاء والمحبين ومنهم، بالإضافة إلى الملوك الأيوبيين، من له مكانة اجتماعية عالية كعائلة بني الزكي الذين استضافوه وقدموا له الرعاية واحتفوا به أشد الاحتفاء. ففي دمشق كان لابن العربي بيت كان يجتمع به حوله التلاميذ والمريدون ليقرأ عليهم كتبه ويلقي عليهم الدروس بالإضافة إلى انشغاله بالكتابة من غير ملل ولا انقطاع حتى آخر نفَس من حياته.



[1] الديوان: ص333.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!