موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ثم شرقاً وغرباً. فبعد أن أخمد أبو بكر الصديق رضي الله عنه عصيان مانعيّ الزكاة وقاتَل المرتدّين وعمّ الإسلامُ أرجاء الجزيرة، وجّه القوى الإسلامية إلى الجهاد في جبهتين: جبهة العراق بقيادة خالد بن الوليد وجبهة الشام بقيادة أبي عبيدة ابن الجراح. وفي العراق تمّ فتح القسم الجنوبي منه، ثم أمر أبو بكر خالد بن الوليد أن يتوجه إلى الشام مع قسم من جيش العراق مدداً لأبي عبيدة ابن الجراح، وتم فتح الشام بعد موقعة اليرموك سنة 13/634 قُبيل وفاة أبي بكر رضي الله عنه.

ثم استمرت الفتوحات في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه (13/634–23/644) حيث غزى معاوية الروم حتى بلغ عمورية، وكذلك فُتحت أرمينية وأذربيجان، وفُتحت مصر على يد عمرو بن العاص وامتد الفتح على الأقاليم الساحلية الليبية طرابلس وبرقة. وفي الشرق اجتاز المسلمون حدود بلاد إيران ففتحوا خراسان والأهواز وإقليم فارس وامتد الفتح جنوباً حتى مكران إلى حدود السند وشرقا إلى أفغانستان.

وفي خلافة عثمان رضي الله عنه (23/644-35/656) بسطت الدولة الإسلامية سيطرتها على هذه المناطق الواسعة وزادت اتساعا. وامتد الفتح الإسلامي نحو أفريقية بقيادة عبد الله بن سعد بن أبي سرح الذي ولاه عثمان بعد أن عزل عمرو بن العاص، وانتصر المسلمون على جيش الروم، وتم الاستيلاء على سبيطلة التي اتخذوها عاصمة لهم.

أما في عهد علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه، فقد توقفت الفتوحات بسبب الفتن التي ثارت في عهده وانتهت بقتله رضي الله عنه، فلما انتقلت الخلافة إلى بني أمية، ودامت 91 سنة وتسعة أشهر، امتدت رقعة الدولة الإسلامية من البحر الأطلسي غرباً إلى حدود الصين شرقاً.

فتح الأندلس

ففي عام 86/705 وفي زمن الوليد بن عبد الملك الأموي تولى موسى بن نصير المغرب، فأخضع البربر، ونشر الأمن في تلك الديار، واستطاع أن يفتح طنجة فترك بها حامية يقودها طارق بن زياد الذي عسكر بمن معه من المسلمين على سواحل بحر الزقاق، وبدأت أنظارهم تتجه نحو الأندلس (إسبانيا) التي كان يحكمها القوط منذ عام 507 م، غير أن أمرهم بدأ يضعف حيث قسمت إسبانيا إلى إمارات صغيرة (دوقيات) تابعة إلى الملك في طليطلة.

ركب طارق السفن في سبعة آلاف من المسلمين، أرفدوا لاحقا بخمسة آلاف آخرين، وألقت السفن مرساها قبالة الجزيرة الخضراء عند جبل سمي فيما بعد جبل طارق (وكذلك يسمّى جبل الفتح). وسار طارق باتجاه قرطبة، لمواجهة الإسبان الذين جمعوا جيشاً جراراً بلغ من سبعين إلى مائة ألف. وبدأ القتال يوم الأحد الثامن والعشرين من رمضان سنة 92 هـ (19/07/711 م)، فأظهر الإسبان مقدرة عظيمة أول المعركة، وثبتوا لضغط المسلمين، ولكن ما لبثوا أن انهار جيشهم وانهزم واحتل المسلمون معسكرهم وغنموا ما فيه، واتجهوا لفتح المدن الرئيسية الأخرى، ففتحوا شذّونة ومدوّرة وقرمونة وإشبيلية وأستجة ثم طليطلة. فأرسل موسى إلى طارق يأمره بالتوقف لأنه توغل أكثر مما ينبغي، ثم عبر موسى إلى الأندلس بناءً على استغاثة وجهها إليه طارق، وذلك في شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين، بجيش عدده ثمانية عشر ألفاً، ففتح بعض المدن



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!