موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


سمعه ذلك المنكر الذي أنكره تاب إلى الله سبحانه وتعالى ورجع عن الإنكار على الفقراء وأن ما يأتون به في أقاويلهم من الغزل والتشبيب يقصدون في ذلك الأسرار الإلهية.[1]

ولكن يبدو أن الشيخ محي الدين لم يكمل شرح هذا الديوان في حلب في هذه السنة حيث يبدو أنه بدأ شوطاً جديداً من السفر نحو بلاد الروم، ليستقر في ملطية لعدة سنوات كما سنرى. ويذكر نيكلسون في مقدمته لترجمة ترجمان الأشواق أن الشيخ محي الدين أنهى شرحه عليه في مدينة كابادوسيا بين قيصرية وقونية.[2]

سيواس (612/1216)

ومن حلب توجّه الشيخ محي الدين إلى سيواس وهي مدينة رومية تقع في شمال شرق تركيا وسط الأناضول على النهر الأحمر (قزيل أرماق).

وذكرنا من قبل أيضاً أن الشيخ محي الدين قد التقى في سيواس بأحد رجال الأيام الستة الذي تكلمنا عنه قبل قليل.[3]

وفي سيواس أيضاً التقى الشيخ محي الدين برجل ممن كان يشترك معه ببعض العلوم الغريبة والأذواق العزيزة التي يقول عنها الشيخ محي الدين أنه لقي من أربابها رجالاً بالمغرب ورجالاً بالإسكندرية ورجلين أو ثلاثة بدمشق ورجلاً واحداً بسيواس؛ وهذه المقامات هي نفسها التي قال عنها الشيخ محي الدين أنه دخلها في مدة يسيرة بعد دخوله الطريق سنة 580 كما ذكرنا في الفصل الثاني. ويضيف الشيخ رضي الله عنه أن هذا الرجل الذي بسيواس كان قد نقصه من هذا المقام شيءٌ قليل فعرضه على الشيخ فأتمه له حتى تحقق به في زمان يسير، وكان هذا الرجل غريباً لم يكن من أهل البلاد كان من أهل "أخلاط".[4]

مبشرة تدل على فتح أنطاكية (سيواس، 9-10 رمضان 612/1216)

وفي سيواس، في آخر العشر الأوائل من شهر رمضان سنة 612، رأى الشيخ محي الدين في منامه أن السلطان الغالب كيكاؤس الذي كان يحاصر أنطاكية قد نصب عليها المناجيق ورماها بالأحجار فقتل زعيم القوم. فاستبشر الشيخ محي الدين خيراً واستدلّ بهذه الرؤيا على نصر كيكاؤس وأنه سيفتح أنطاكية بإذن الله تعالى، ويقول إنه أوّلَ الأحجار بالآراء السعيدة والعزائم التي يرميهم بها كيكاؤس.[5]



[1] ترجمان الأشواق: ص9-10.

[2] (R. A. Nicholson, translator and editor, The Tarjuman Al-Ashwaq: A Collection of Mystical Odes By Muhyi’ddin ibn al-Arabi, Theosophical Publishing House, 1978, p. 6.).

[3] الفتوحات المكية: ج2ص15.

[4] الفتوحات المكية: ج2ص425. و"أخلاط" هي بلد بين أذربيجان وديار بكر.

[5] محاضرة الأبرار: ج2ص420-421.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!