موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يزرها إلا في سنة 601 ثم 608.[1]

ومن جهة أخرى كما أوضح ستيفين هرتنشتاين فإن أحد المخطوطات في مكتبة راغب باشا يشير إلى أن هذا الكتاب قد تم تأليفه على مدة عشر سنوات وأنهي بتاريخ 25 رجب 614/1217، مما يعني أنه قد بدء به سنة 604، حسب هذا المخطوط.[2]

من الجدير بالذكر هنا أن الكثير من، بل ربما جميع، القصائد التي ذكرها الشيخ محي الدين ابن العربي في كتاب ترجمان الأشواق ذكرها أيضاً في كتاب "محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار"، ولكننا لا نعرف أيضاً متى ألّف الشيخ محي الدين هذا الكتاب على وجه التحديد.

ولقد ذكرنا من قبل أن الشيخ محي الدين قال في مقدمة الترجمان أن كلَّ ما يذكره من أسماء ومديح وغزل في هذا الكتاب إنما هو إشارة إلى معان إلهية رفيعة. ويضيف الشيخ رضي الله عنه في الباب الثامن والتسعين من الفتوحات المكية أن ما يذكره في أشعاره، فيما يخص ترجمان الأشواق وغيره، فإنها كلها معارف إلهية في صور مختلفة من تشبيب ومديح وأسماء نساء وصفاتهن وأنهار وأماكن ونجوم.[3]

وأضاف في مقدمة شرحه للترجمان قائلا في وصفه لنظام:

ولولا النفوس الضعيفة السريعة الأمراض السيّئة الأغراض، لأخذتُ في شرح ما أودع الله تعالى في خلقها من الحسن، وفى خُلُقها الذي هو روضةُ المزنِ، شمسٌ بين العلماء، بستان بين الأدباء، حُقَّةٌ مختومة، واسطة عقدٍ منظومة، يتيمة دهرها، كريمة عصرها .. مسكنُها جيادٌ وبيتها من العينِ السوادُ ومن الصدر الفؤاد، أشرقت بها تهامة، وفتح الروض لمجاورتها أكمامه ... عليها مسحة مَلَكٍ وهمَّة مَلِكٍ ... فقلّدناها من نظمنا في هذا الكتاب (ترجمان الأشواق) أحسن القلائد بلسانِ النسيبِ الرائق وعبارات الغزل اللائق، ولم أبلغ في ذلك بعض ما تجده النفس من كريم ودِّها وقديم عهدِها ... إذ هي السُّؤْلُ والمأمول، والعذراءُ البتول، ولكن نظمنا فيها بعضَ خاطر الاشتياق، من تلك الذخائرِ والأعلاق ... فكلُّ اسمٍ أذكرُه في هذا الجزء فعنها أكنِّي، وكل دارٍ أندبها فدارها أعني. ولم أزل فيما نظمته في هذا الجزء على الإِيماء إلى الواردات الإلهية والتنزلات الروحانية والمناسبات العلوية، ولعِلمها رضي الله عنها بما إليه أشير، ولا ينبؤك مثل خبير، والله يعصم قارئ هذا الديوان من سبق خاطره إلى ما لا يليق بالنفوس الأبية والهمم العليّة المتعلقة بالأمور السمواية، آمين بعزّة من لا ربّ غيره، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.[4]

ولقد أثار كتاب ترجمان الأشواق انتقادات كثيرة في ذلك الوقت، وخاصة من فقهاء حلب، مما اضطر ابن العربي أن يكتب عليه شرحاً سماه ذخائر الأعلاق كما سنذكر بعد قليل عند الحديث عن رجوعه



[1] نيكلسون، ترجمة ترجمان الأشواق، لندن 1911، ص4-6.

[2] الرحمن المطلق: ص262.

[3] الفتوحات المكية: ج3ص562.

[4] مقدمة ترجمان الأشواق: ص8-9.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!