موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


فتزهّد أبو الطاهر وتصوف فأعتقه السلطان.

فيقول ابن العديم أن إسماعيل أيضاً مال إلى الصوفية وخالطهم وانتفع بكلامهم، وسمع بالقاهرة أبا الفضل محمد بن يوسف الغرنوي، وبحلب إبراهيم بن عثمان بن درباس المازاني وحدث بحلب عنهما، وسمع بحلب عن افتخار الدين أبي هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي، وأبي محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي، وأبي غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة وغيرهم. وكان حسن الأخلاق، طيب المعاشرة رقيق الحاشية، وكان ينظم شعراً حسناً علقت عنه شيئاً يسيراً، وكتب عنه شيخه محمد بن عليّ ابن العربي شيئاً شعره.

توفي ابن سودكين بحلب بعد عودته من زيارة البيت المقدس بأيام، وذلك يوم الأربعاء قبل طلوع شمس الثالث والعشرين من صفر سنة ست وأربعين وستمائة، ودفن قبل الظهر بتربة أنشأها بالقرب من مشهد الدعاء خارج باب النصر، وكان عمره يومئذ سبعة وستين سنة.

هكذا ذكره ابن العديم (وهو كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة، توفي في 660/1262) في "بغية الطلب في تاريخ حلب"، وقال إنه سكن هو وأبوه في سنة ثمان أو تسع وسبعين وخمسمائة بالديار المصرية، ونشأ بها على الخير والصلاح، واشتغل بالعلم، وسماع الحديث، وكلام الصوفية، وانتقل مع أبيه إلى حلب حين انتقل إليها المبارز يوسف ابن ختلج لقرابة كانت بينهما.[1]

منزل المنازل الفهوانية (603/1207)

وفي هذه السنة كتب الشيخ محي الدين كتاب "منزل المنازل الفهوانية"،وقد يسمى كتاب الفهوانية أو منزل المنازل.[2] ولا نعرف بالتحديد أين كتب الشيخ الأكبر هذا الكتاب، ربما في القاهرة أو قد يكون بعد رجوعه إلى مكة المكرمة، أو قد يكون في دمشق إذ من المحتمل أن يكون زارها مرّة أخرى بعد مصر وقبل الذهاب إلى مكة، كما سنرى في الفقرة التالية.

و"الفهوانية" مصطلح يستخدمه الشيخ محي الدين ابن العربي وقد عرّفه في رسالة "الاصطلاحات الصوفية" التي سنتكلم عنها بعد قليل، وهو "خطاب الحق بطريق المكافحة في عالم المثل"،[3] وفي هذا الكتاب يدرس الشيخ محي الدين رضي الله عنه الدرجات العالية التي يصل إليها رجال الله بعد المجاهدة والرياضة وتصفية النفس.

وقد تكلّم الشيخ محي الدين عن الفهوانية في الفتوحات المكية وهي نوع من الخطاب الإلهي ولكن من وراء حجاب لأنه لا يمكن أن يجتمع الكلام والمشاهدة إلا في التجلي البرزخي وهذه مسألة



[1] بغية الطلب في تاريخ حلب، ابن العديم، تحقيق سهيل زكار، دار الفكر-بيروت، ص599-600.

[2] مؤلفات ابن عربي: ص591.

[3] اصطلاحات الصوفية، محي الدين ابن العربي، مكتبة عالم الفكر-القاهرة، 1987، ص27.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!