موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


المنجيقي بن عبد المجيد بن عبدون (قونية)

وفي قونية التقى الشيخ محي الدين برجل يدعى بالمنجيقي وهو ابن عبد المجيد بن عبدون أخي عبد الله بن عبدون الذي كان كاتب أمير المسلمين في الأندلس أثناء وجود الشيخ محي الدين هناك. ويقول الشيخ محي الدين أن المنجيقي أخبره قصة أبيه وأعمامه الذين اتفق أنهم أكلوا من حيّة مسكوها في غرب الأندلس، فاكتسبوا علوما خاصة بمجرّد أكلهم منها وكانوا من البارزين في هذه العلوم. وهذا أمرٌ غريب ولكنه مذكور في العديد من كتب التراث القديمة مثل كتاب الحيوان للجاحظ وكتاب الحيوان للدميري.

يوجد في العديد من كتب التراث بعض الإشارات إلى الخواص الغريبة لبعض المخلوقات من حيوانات وجمادات وغيرها، وربما يكون في ذلك بعض الحقيقة التي وجدها القدماء بطريق التجربة أو غيرها كما هي الحالة مثلا في خواص الأعشاب وتخصّصها لشفاء أمراضٍ معينة. ولكن ربما أيضاً يكون في الكثير من هذه الوصفات بعض الشعوذة والخلط الذي لا يمكن للعاقل أن يقبله. وبين هذا الطرف وذاك تضيع الحدود وتتداخل الحقائق.

ولكن الشيخ محي الدين يؤكد أن هناك بعض الخواص الغريبة التي لا يمكن إنكارها، ولو أنه لا يعطي تفسيراً لها. ولكنه يذكر قصة الأخوة الثلاثة الذين أكلوا من حية معيّنة توجد في بلاد الأندلس فكان كل واحد منهم مضطلعا بنوع من العلم اكتسبه بمجرّد أكله لهذا الجزء من هذه الحية.

فيقول الشيخ محي الدين أن مثل هذه الخواص هي من ضمن العلوم المختصة بمنزلٍ ذكره في الباب الخامس والتسعين ومائتان "في معرفة منزل الأعداد المشرّفة من الحضرة المحمدية". فيقول في هذا الباب أنه هناك حيوان (حيّة) إذا أُكل أعلاه أعطي بالخاصية لمن أكله علم النجوم، وإذا أُكل وسطه أعطي علم النبات، وإذا أُكل عجزه وهو ما يلي ذنبه أعطي علم المياه المغيبة في الأرض فيعرف صاحبه إذا أتى أرضاً لا ماء فيها على كم ذراع يكون الماء فيها. وهذا الحيوان هو حيّة ليست بالكبيرة ولا بالصغيرة ولا توجد إلا بأحواز شلب من غرب الأندلس، وكان قد وقع بها عبد الله بن عبدون كاتب أمير المسلمين فقطع رأسها وذنبها بسكين ذي شعبتين في ضربة واحدة وقسمها ثلاث قطع، وكانوا ثلاثة أخوة، فأكل عبد الله أعلاها فكان في علم القضاء بالنجوم آية من غير مطالعة كتاب أو توقيف إمام، وأكل أخوه عبد المجيد الوسط منها فكان آية في علم النبات وخواصه وتركيباته من غير مطالعة كتاب ولا توقيف، وأكل الأخ الثالث القطعة الأخيرة التي تلي الذنب منها فكان آية في استخراج المياه من جوف الأرض. فسبحان من أودع أسراره في خلقه.[1]



[1] الفتوحات المكية: ج2ص674.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!