موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ولكن هذا لا يعني الابتعاد عن الأحداث، وهم صغار السن، والنفور منهم وجفاءَهم وخاصة بالنسبة للشيوخ الذين لهم قدمٌ راسخة في الطريق، لأنهم حديثو عهدٍ بربهم فهم أقرب دلالة وأعظم حرمة وأوفر لدواعي الرحمة به من الكبير البعيد عن هذا المقام.[1]

لقد ساهم الشيخ أوحد الدين الكرماني بنقل التجربة الصوفية الشرقية إلى الشيخ محي الدين عن طريق الروايات التي كان يرويها له عن أهل العراق والمشرق، فقد ذكر الشيخ محي الدين مثلا في الفتوحات المكية أن الشيخ الكرماني حدثه عن كرامة رآها من شيخ كان يخدمه وهو شاب فمرض ذلك الشيخ وأخذ بطنه يؤلمه كثيرا، فقال له يا سيدي اتركني أطلب لك دواء ممسكاً من صاحب مارستان سنجار من السبيل. قال الكرماني: فلما رأى احتراقي قال لي رح إليه. فلما راح إلى صاحب السبيل، وهو في خيمته جالس ورجاله بين يديه قائمون والشمعة بين يديه وكان صاحب المرستان والكرماني لا يعرفون بعضهم. فلما رآه واقفاً بين الجماعة قام إليه وأخذ بيده وأكرمه وسأله عن حاجته فاستحضر له الدواء وأعطاه إياه وخرج معه في خدمته والخادم بالشمعة بين يديه. فلما جاء للشيخ وأعطاه الدواء وذكر له ما حصل، تبسم الشيخ وقال له: يا ولدي إني أشفقت عليك لمّا رأيت من احتراقك من أجلي فأذنت لك فلما مشيت خفت أن يخجلك الأمير بعدم إقباله عليك فتجردت عن هيكلي هذا ودخلت في هيكل ذلك الأمير صاحب المرستان وقعدت في موضعه فلما جئتَ أكرمتُك وفعلتُ معك ما رأيت ثم عدت إلى هيكلي، هذا ولا حاجة لي في هذا الدواء وما استعمله![2]

سقيط الرفرف بن ساقط العرش (قونية)

وفي قونية رأى الشيخ محي الدين شخصاً سمّاه باسم مقامه "سقيط الرفرف بن ساقط العرش"، وهو من رجال العدد، وآيته من كتاب الله الآية الأولى من سورة النجم ((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى [1]))، وهو دائم الشغل بنفسه وبربه، شأنه كبير وحاله عظيم. يقول عنه الشيخ محي الدين أنه صاحب انكسار وذلّ ورؤيته في هذه الحالة مؤثرة. ويضيف الشيخ محي الدين أن هذا الشخص كان له لسانٌ في المعارف وهو شديد الحياء.[3]

وفي الباب الثامن والتسعين ومائة يقارن الشيخ محي الدين بين الأبدال وبين سقيط الرفرف بن ساقط العرش فيقول إنه اجتمع بهؤلاء الأبدال السبعة بحرم مكة خلف حطيم الحنابلة وكانوا يركعون هناك فسلم عليهم وسلموا عليه وتحدث معهم فما رأى أحسن سمتاً منهم ولا أكثر شغلاً منهم بالله، ثم يقول: ما رأيت مثلهم إلا سقيط الرفرف ابن ساقط العرش بقونية وكان فارسياً.[4]



[1] الفتوحات المكية: ج2ص190.

[2] الفتوحات المكية: ج1ص127.

[3] الفتوحات المكية: ج2ص14.

[4] الفتوحات المكية: ج2ص456.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!