موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


والآيات كما ورد في صحيح الأخبار، ثم قال: "غيرُ هذا ما كان عندي ثم ألهَمَ و عَلَّمَ (أي اللهُ تعالى) ما لم أكُنْ أعلَمُ بأن هذا الفضل إنما كان لأن القاريء بهذه الصيغة وهي الجمع بين البسملة والفاتحة في نفَسٍ واحد يعني بعض الفاتحة لا كلّها، فإنه قال صِلْ بسملتها معها". ثم فسّر ذلك بأن البسملة تضمّنت الرحمة الذاتية، وهي خاصة وعامة، والفاتحة تضمنت الرحمة الصفاتية، وهي أيضاً خاصة وعامة؛ فالذاتيتان في قوله بسم الله الرحمن الرحيم والصفاتيتان في قوله الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. ثم تابع بتفصيلٍ لا مجال لذكره هنا، فليُراجع في كتاب المواقف.[1]

وعلى كل حال، إن كان وجه الغرابة في هذا الخبر أن من يفعل ذلك يلقى الله قبل الأنبياء والأولياء أجمعين، فما ذلك بمستحيل، ولا يعني ذلك أن مقام هذا الإنسان يكون أعلى من مقام الأنبياء، بل إن الأنبياء يوم الحشر لهم عمل كبير منوط بهم فيما يخص أممهم. وربما يكون هناك دلالة روحية لذلك عند الشيخ الأكبر محي الدين رضي الله عنه، فهو يقول إن أيام الأنفاس هي الأيام التي تحدث فيها الشؤون الإلهية، ويوم الشأن هو اليوم الذي يخلق فيه الله سبحانه وتعالى شأناً واحداً في العالم يشمل العالم كله. فربما يكون من يقرأ الفاتحة، وهي أم الكتاب، في نفس واحد مع شهودٍ لمعانيها كمن يشهد العالم كله في هذا النفس، فيخرج عن حدود جسمانيته وعن حدود المكان والزمان الذي تقيده الأيام.

أحمد بن مسعود بن شداد المقري الموصلي (الموصل، 601/1204)

ويبدو أن الشيخ محي الدين كان له منزل في الموصل حيث يقول في محاضرة الأبرار أنه كان في منزله هناك وكان عنده أحمد بن مسعود الذي حدّثه حديثاً فيه بعض الحِكم.[2]

المعارض للقرآن الكريم (الموصل، 601/1204)

وفي الموصل التقى الشيخ محي الدين بشخص كان يُعارض القرآن الكريم، أي يقول كلاماً من عنده ويدّعي أنّه مثل القرآن. ويقول الشيخ محي الدين في الباب الثالث وثلاثمائة في معرفة منزل العارف الجبرائيلي من الحضرة المحمدية أنه من هذا المنزل يُعرف من عارض القرآن من أين أتى عليه، فيبدو أنه على الرغم من أنه لا أحد يستطيع أن يبرّر مثل هذه الجريمة إلا أن معرفة السبب تزيل العجب، وكذلك معرفة السبب ومن أين يأتي مثل هؤلاء الناس بما يقولونه يمكن أن تقي ضعاف الإيمان من التصديق بهم، فإنهم ينظمون آياتٍ قد تشبه القرآن وربّما يغترّ بهم بعض الجهلاء إذا سمعوهم. فمثل هؤلاء الناس عندهم قوة خيال ويتخيلون أن لهم قدرة على رؤية الأرواح والجان، كما ذكرنا في الفصل الثالث عن جماعة في فاس، ولكن في الحقيقة هم لا يرون إلا أمثلة خيالية قامت في خيالهم لشدة سيطرته عليهم، فيحاورون هذه



[1] كتاب المواقف للأمير عبد القادر بن محي الدين بن مصطفى الجزائري الحسني، دار اليقظة العربية-دمشق، 1966، الموقف 314.

[2] محاضرة الأبرار: ج2ص419، ص450-451.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!