موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


بعد فترة قصيرة من موت زوجها الأوّل مجد الدين الرومي، إلا إذا كان مجد الدين توفي في أول سنة 617/1220 ووُلد سعد الدين في أواخر سنة 618/1222.

وكذلك تقول بعض الروايات أن الشيخ محي الدين قد تزوّج في دمشق من إحدى بنات بني الزكي الذين أكرموه واحتفلوا به كثيرا كما سنرى لاحقا في الفصل السادس إن شاء الله تعالى. ويقول أيضاً المقرِّي صاحب "نفح الطيب" أن قاضي القضاة المالكيّة في دمشق زوّجه بابنته، وترك القضاء بنظرة وقعت عليه من الشيخ.[1]

وفي كتاب المبشّرات يذكر الشيخ محي الدين في رؤيا طويلة رأى فيها الحقّ سبحانه وتعالى يوم القيامة وقد أذِن له أن يشفع بالناس، فبدأ يشفع بأقربائه، فذكر منهم زوجته "أم عبد الرحمن"،[2] ولا نعرف من هي، وهل له ولد اسمه عبد الرحمن أم أنه كان من زوج قبله، الله أعلم.

بداية تأليف الفتوحات المكية (مكة 598/1202)

يعدّ كتاب الفتوحات المكية من أهم كتب التصوف الإسلامي على الإطلاق. بدأ ابن العربي تأليف هذا الكتاب لأول مرة بمكة سنة 598/1202 إلى أن أكمله بدمشق سنة 629/1232، ثم أعاد كتابته مرة أخرى في الفترة بين سنة 632/1235 إلى 636/1239 حيث أضاف وحذف وعدّل على النسخة الأولى.

وقد بدأ الشيخ محي الدين رضي الله عنه تأليف هذا الكتاب الموسوعة في مكة المكرّمة إثر حديث روحاني بينه وبين "الفتى الفائت" وهو روح رآه الشيخ أثناء طوافه حول الكعبة سنة 598 فأخذ منه كلّ ما سطّره في الفتوحات المكية. يقول الشيخ محي الدين في الباب الأول "في معرفة الروح الذي أخذت من تفصيل نشأته ما سطرته في هذا الكتاب وما كان بيني وبينه من الأسرار" أنه بينما كان يطوف حول الكعبة إذ لقي وهو عند الحجر الأسود "الفتى الفائت، المتكلم الصامت، الذي ليس بحيّ ولا مائت، المركب البسيط، المحاط المحيط"، فيقول إنه عندما أبصره يطوف بالبيت عرف حقيقته وأطلعه الله على منزلته وأنه منزّه عن الزمان والمكان. ثم يقول الشيخ محي الدين:

فلما عرفت منزلته وإنزاله، وعاينت مكانته من الوجود وأحواله، قبّلت يمينه، ومسحت من عرق الوحي جبينه، وقلت له: أنظر من طلب مجالستك، ورغب في مؤانستك، فأشار إليّ إيماءً ولغزاً، أنه فُطر على أن لا يكلّم أحداً إلا رمزاً، وأن رمزي إذا علمته وتحققته وفهمته علمت أنه لا تدركه فصاحة الفصحاء، ونطقه لا تبلغه بلاغة البلغاء.

فقال له الشيخ محي الدين: عرّفني باصطلاحك، وأوقفني على كيفيّة حركات مفتاحك، فإني أريد مسامرتك، وأحب مصاهرتك.



[1] نفح الطيب: ص179.

[2] رسالة المبشرات، مخطوطة بيازيد 1686.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!