موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ذكرت عنه أحوالاً تدل على عدم قوّته فيه وضعفه مع تحقّقه بهذا الحال، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.[1]

وقال أيضاً في أثناء حديثه عن الأمور التي يجب على المريد إتباعها قبل أن يجد الشيخ المناسب، وهي تسعة أشياء؛ أربعة في الظاهر وهي الجوع والسهر والصمت والعزلة، وهي نفسها التي تكلّم عنها في كتاب حلية الأبدال الذي كتبه في الطائف كما سنذكره بعد قليل، وخمسة في الباطن وهي التوكل واليقين والصبر والعزيمة والصدق، فيقول:

حدثتني المرأة الصالحة مريم بنت محمد بن عبدون بن عبد الرحمن البجائي، قالت رأيت في منامي شخصاً كان يتعاهدني في وقائعي وما رأيت له شخصاً قط في عالم الحس فقال لها: تقصدين الطريق؟ قالت فقلت له: إي والله أقصد الطريق، ولكن لا أدري بماذا! قالت فقال لي: بخمسة وهي: التوكل، واليقين، والصبر، والعزيمة، والصدق. فعرضت رؤياها عليّ فقلت لها هذا مذهب القوم.[2]

وكما أشرنا أعلاه ينوّه أسين بلاثيوس إلى أن زواج ابن العربي بمريم بنت محمد بن عبدون قد تمّ في أشبيلية ربما قبل سنة 580/1184، وأنه ربّما من تأثّره بها، حيث كانت امرأة صالحة، دخل طريق التصوّف.[3] وهذا الكلام رجم في الغيب ليس عليه أي دليل، بل كما ذكرنا من المرجّح أن الشيخ محي الدين لم يتزوّج إلا بعد قدومه إلى المشرق سنة 598/1202.

والحقيقة أن عائلة "ابن عبدون" عائلة كبيرة وعريقة تعود إلى القرون الأولى في الإسلام، ولا يمكننا تحديد هويّة محمد بن عبدون تماما؛ فنعرف مثلا أن عبد الله بن عبدون كان كاتبا عند أمير المسلمين في الأندلس وكان مشهورا بالعلم والخطابة وسنذكر سبب ذلك في الفصل الخامس حيث يبدو أن الشيخ محي الدين قد التقى بابن أخيه المنجنيقي وهو ابن عبد المجيد بن عبدون وذلك في قونية، فمن غير المستبعد إذا أن يكون الشيخ قد التقى بفروع هذه العائلة هناك وتزوّج من بنتهم مريم التي يمكن أن تكون هي أم ابنه سعد الدين محمّد الذي وُلد في ملطية سنة 618/1221.

زوجات أخريات

من جهة أخرى تقول بعض الروايات أن الشيخ محي الدين قد تزوج أيضاً أرملة صاحبه مجد الدين إسحق القونوي (توفي 617/1220)، حتى يتسنّى له تربية ابنها صدر الدين القونوي الذي أصبح من الشيوخ الكبار تحت تربية الشيخ محي الدين كما سنرى في الفصول القادمة. فمن المحتمل أيضاً أن تكون هي التي ولدت له سعد الدين، ولكن ذلك احتمال بعيد نظراً لوجود فترة صالعدّة وأن سعد الدين قد ولد



[1] الفتوحات المكية: ج3ص235.

[2] الفتوحات المكية: ج1ص278.

[3] أسين بلاثيوس، "ابن عربي، حياته ومذهبه": ص10.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!