موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


الروم: "لا أندم على ما لم أقل وقد ندمت على ما قلت"، وقال ملك الصين: "عاقبة ما قد جرى به القول أشد من الندم على ترك القول".[1]

الذكر بالقرآن

وبالإضافة إلى دراسة الحديث النبوي كان دأب ابن العربي وأصحابه الاجتماع في حلقات الذكر، وخاصة الذكر بالقرآن الكريم، وهو أرفع الذكر. فيبدو أنهم كانوا يجتمعون في جامع عين الخيل مع الراغبين في طريق الله من الشيوخ والمريدين وكانوا يقضون أوقاتا في الذكر بالقرآن الكريم خاصة كما يقول الشيخ محي الدين حينما ذكر الملائكة الذي يبحثون عن حلقات الذكر وأنهم يفضلون الذكر الذي يكون عن القرآن فإن لم يجدوه قنعوا بالذكر الذي يكون بغير القرآن فإن في ذلك غذاؤهم كما يقول الشيخ محي الدين. فيقول إنهم كانوا بفاس من بلاد المغرب قد سلكوا هذا المسلك لموافقة أصحاب موفقين كانوا له سامعين وطائعين ولكنه بعدما فقدهم فقَدَ لفقدهم هذا العمل الخالص وهو أشرف الأرزاق وأعلاها، فلما فقد مثل هؤلاء الصحبة بدأ في بثّ العلم من أجل الأرواح الذين غذاؤهم العلم ولكنه آثر أن لا يورد شيئاً من العلم إلا من أصلٍ هو مطلوب لهذا الصنف الروحاني وهو القرآن فيقول إن جميع ما يتكلم فيه في مجالسه وتصانيفه إنما هو من حضرة القرآن وخزائنه حيث أعطي مفتاح الفهم فيه والإمداد منه وهذا كله حتى لا يخرج عنه فإنه أرفع ما يمنح.[2]

الخواطر والتوفيق

تكلمنا أيضاً في كتاب سلوك القلب عن موضوع التوفيق ومراقبة الخواطر التي تكون إما خواطر شيطانية أو خواطر نفسية أو خواطر ملكية أو خواطر ربانية، وهي تأمر إما في واجب أو مندوب أو مباح أو مكروه أو محرم؛ فمن راقب خواطره من طريقها فقد أفلح فإنه يعلم من يأخذها ومن يتعرض إليها من القاعدين لها كل مرصد ومن غفل عن طريقها وما شعر بها حتى وجدها في المحل كما تجدها العامة عمل بمقتضاها عمل الجاهل بالشيء فإن كان خيرا فبحكم المصادفة وإن كان شراً فكذلك، لأن الخاطر الأول الذي أتاه بالعلم بمن يأتي بعده من الخواطر وعلى يد من يأتيه لم يشعر به ولا علمه ولا شاهده ففاته حكمه فلما فاجأته هذه الخواطر العملية على حين غفلة وعدم تيقظ ومراقبة لطرقها عمل بمقتضاها فكان خيره وشره مصادفة.



[1] الفتوحات المكية: ج4ص549.

[2] الفتوحات المكية: ج3ص334.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!