موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


عليه السكوت عن كلام الخلق. فصار الشيخ محي الدين يلاطفه ويزيل عنه مرض تلك الزلّة ولم يزل به حتى سرى ذلك الدواء في أعضائه فأطلق محيّاه وفتح له في عين قلبه باباً إلى قبوله، ومع هذا فكان الحياء يستلزمه كما يقول عنه الشيخ الأكبر.[1]

ثم يذكر رضي الله عنه في الباب الحادي والخمسين وثلاثمائة في معرفة منزل اشتراك النفوس والأرواح أنه رأى بقونية في مشهد من المشاهد شخصاً إلهياً يقال له سقيط الرفرف ابن ساقط العرش ورأى أيضاً بفاس شخصاً كأنه يوقد في الأتون ممن سقط وصحبه ونفعه؛ فإن جماعة من أهل الله يُعرضون عن الساقطين وسبب ذلك أنهم ما بلغوا من معرفة الله بحيث أنهم يرونه عين كل شيء فلما حصروه صار عندهم كل من سقط من ذلك المقام الإلهي الذي عينوه أعرضوا عنه لبعده عندهم من الله تعالى، والعلماء بالله ما لهم حالة الإعراض عن هؤلاء لأنهم في حال الثبوت وحال السقوط ما خرجوا عن المقام الإلهي وإن خرجوا عن المقام السعادي فلا أثر للسقوط عندهم فهم مُقبلون على كل ساقط قبول رحمة أو قبول علم ومعرفة لأنهم علموا أين حصل لمّا سقط أو من هو الذي سقط، وقد رفع الله المؤاخذة عنهم وعمّن كانوا عنده؛ وهذا من أعظم العناية لمن عقل عن الله بهم، وهم لا يشعرون ولا يشعر بهم أي العلماء بالله تعالى وما تسقط من ورقة وهي ما تسقط إلا من خشية الله كما قال وإن منها لما يهبط من خشية الله والهبوط سقوط بسرعة عن غير اختيار والجبر الأصل فهذا حكم الأصل قد ظهر في الساقطين.[2]

مع الشيخ يوسف بن يخلف بفاس

لقد ذكرنا من قبل في الفصل الثاني أن الشيخ الإمام أبا يعقوب يوسف بن يخلف الكومي كان من الشيوخ الأوائل الذي عرّفوا الشيخ محي الدين على طريق الله وكان له عليه فضل كبير لن ينساه ابن العربي. فيبدو أن الشيخ أبا يعقوب قد ترك الأندلس واستقرّ في المغرب، ويبدو أنهما كانا يلتقيان في فاس، حيث يذكر الشيخ محي الدين في "محاضرة الأبرار" أنه كان يذهب مع الشيخ يوسف لزيارة قبر أبي العباس الخشاب،[3] وكان من الشيوخ المعاصرين لأبي مدين كما ذكره التميمي في كتاب "المستفاد".[4]

البشرى بنصر المؤمنين في معركة الأرك

يذكر الشيخ محي الدين في الفتوحات المكية أنه كان بمدينة فاس سنة إحدى وتسعين



[1] الفتوحات المكية: ج1ص233.

[2] الفتوحات المكية: ج3ص228.

[3] محاضرة الأبرار: ج2ص416.

[4] المستفاد في مناقب العبّاد بمدينة فاس وما يليها من البلاد، أبو عبد الله محمد بن عبد الكريم التميمي الفاسي، تحقيق د. محمد الشريف، القسم الثاني، ص48-50.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!