موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


صلى الله عليه وسلّم، وإنما نقصد أنّه سلك طريق الفكر في الوصول إلى المبادئ الأساسية التي اعتمد عليها في رؤيته كنفي المجاز الذي شاركه به ابن العربي من طريق الكشف.

ولكن الشيخ محي الدين ابن العربي قد اختلف هنا مع الكتاني حول موضوع العلم الذي يأخذه الولي من طريق الكشف والفتح، هل يُفتح له مع دليله أم لا؟ فيقول الشيخ محي الدين أنه قد يفتح له فيه ولا يفتح له في دليله، وقد ذاقه هو. أما صاحبه الشيخ الإمام أبو عبد الله الكتاني فكان يقول إنه لا بدّ أن يُفتح له في الدليل من غير فكر ويرى ارتباطه بمدلوله. فلما سمع الشيخ الأكبر منه ذلك علم أن الله تعالى ما فتح عليه في مثل هذا العلم إلا على هذا الحد فما قال إلا ما كان فيه ذوقه؛ فإخباره أنه كذا رآه صحيح ولكن حكمه أنه لا يكون إلا هكذا فهو باطل.[1] وقد ناقشه الشيخ محي الدين في ذلك وأوضح له سبب قوله.[2]

ثم يضفي الشيخ الأكبر بعض التفصيل عن معرفة الحق تعالى في الفتوحات المكية في الباب السادس عشر "في معرفة المنازل السفلية والعلوم الكونية ومبدأ معرفة الله منها"، فيقول إن الكون لا تعلُّق له بعلم الذات أصلاً، وإنما متعلقه العلم بالمرتبة وهو مسمى الله، فهو الدليل المحفوظ الأركان السادّ على معرفة الإله وما يجب أن يكون عليه سبحانه من أسماء الأفعال ونعوت الجلال وبأيّة حقيقة يصدر الكون من هذه الذات المنعوتة بهذه المرتبة المجهولة العين والكيف. ثم يقول إنه لا خلاف عندهم في أن الذات لا تُعلم بل يُطلق عليها نعوت تنزيه صفات الحدث وأن القِدم لها والأزل الذي يطلق لوجودها إنما هي أسماء تدل على سُلوب من نفي الأولية وما يليق بالحدوث. ثم يضيف أن هذه المسألة هي موضع خلاف بينهم وبين جماعة من المتكلمين الأشاعرة الذين يتخيلون أنهم قد علموا من الحق صفة نفسية ثبوتية، وهيهات أنّى لهم بذلك! ولكن الشيخ محي الدين يقول أيضاً أن بعض أصحابه كأبي عبد الله الكتاني وأبي العباس الأشقر والضرير السلاوي صاحب الأروجوزة في علم الكلام قد أخذوا من علماء الكلام مثل أبي سعيد الخرّاز وأبي حامد وأمثالهما في قولهم: "لا يعرف الله إلا الله".[3]

رسالة تهذيب الأخلاق (591/1194)

وفي هذه السنة قام الشيخ محي الدين ابن العربي بتأليف كتاب لطيف صغير الجرم كبير الفائدة وسمّاه "تهذيب الأخلاق"، ويقسم فيه الشيخ محي الدين رضي الله عنه هذا الكتاب إلى ثمانية أقسام، حيث عرض في القسم الأول والثاني الأخلاق المذمومة ثم الأخلاق المحمودة، خصّص الأقسام الثلاثة التالية إلى توضيح أنواع النفوس التي تصدر عنها هذه الأخلاق المختلفة وهي النفس الشهوانية المسؤولة عن الملذات



[1] الفتوحات المكية: ج3ص8.

[2] الفتوحات المكية: ج4ص80.

[3] الفتوحات المكية: ج1ص160.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!