موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


والشيخ أبو عبد الله الدقاق كان يتردد من فاس إلى سجلماسة، وهو أحد شيوخ شيخه أبي مدين الذي تتلمذ على يديه وعلى يدي ابن حرزهم كما ذكرنا أعلاه. يروى عن الشيخ الدقاق أنه كان يقول: "أنا وليّ أخذ عنه الشيخ أبو مدين علم التصوف".[1]

ويقول الشيخ محي الدين ابن العربي رضي الله عنه أن الشيخ الدقاق كان من رجال القهر الثمانية ويقال لهم رجال القوة الإلهية، آيتهم من كتاب الله: ((أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ)) [الفتح: 29]، لهم من الأسماء الإلهية: "ذو القوة المتين"، جمعوا ما بين علمِ ما ينبغي أن تُعلم به الذات الواجبة الوجود لنفسها من حيث هي، وبين علمِ ما ينبغي أن تُعلم به من حيث ما هي إله. ويضيف الشيخ محي الدين أن هؤلاء الرجال لا تأخذهم في الله لومة لائم ولهم همم فعّالة في النفوس وبهذا يُعرفون. ومن ذلك أن الشيخ أبا عبد الله الدقاق كان يقول: "ما اغتبت أحداً قط ولا اغتيب بحضرتي أحدٌ قط"،[2] أي أنّه يؤثّر في نفوس الحاضرين عنده فلا يتكلّمون في غيبة بحضرته، ثم يضيف الشيخ محي الدين أنه لقي من رجلا القهر ببلاد الأندلس جماعة وكان لهم أثر عجيب وكلّ معنى غريب وكان بعض شيوخه منهم.[3]

وفي موضع آخر يقول الشيخ محي الدين أنه ما رأى أحداً تحقق بمثل هذا في نفسه مثل الشيخ أبي عبد الله الدقاق بمدينة فاس من بلاد المغرب لأنه ما اغتاب أحداً قط ولا اغتيب بحضرته أحد قط، وأنه ربما كان يقول: "لم يكن بعد أبي بكر الصدّيق صدّيق مثلي" ويذكر هذا.[4]

أبو عبد الله المهدوي (فاس)

أما أبو عبد الله المهدوي الذي التقاه ابن العربي بفاس، وهو غير عبد العزيز المهدوي الذي التقاه بتونس، فهو من رجال الاشتياق، وهم خمسة أنفس، وهم أصحاب القلق، فالأشواق تقلقهم في عين المشاهدة. يقول الشيخ محي الدين عنهم أنهم من ملوك أهل طريق الله، وهم رجال الصلوات الخمس؛ كل رجل منهم مختص بحقيقة صلاة من الفرائض، وإلى هذا المقام يؤول قوله عليه السلام: "وجُعلت قرة عيني في الصلاة".[5] ويضيف الشيخ الأكبر أن الله يحفظ وجود العالم بهؤلاء الخمسة، وآيتهم من كتاب الله: ((حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى)) [البقرة: 238]، وهم لا يفترون عن صلاة لا في ليل ولا نهار. فيقول الشيخ أن لقي منهم رجلا اسمه صالح البربري وصحبه إلى أن مات وانتفع به، وكذلك كان أبو عبد الله المهدوي بمدينة فاس منهم.[6]



[1] شعر أبي مدين التلمساني (الرؤيا و التشكيل)، أ. د. مختار حبار، دراسة - من منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق – 2002.

[2] الفتوحات المكية: ج4ص503.

[3] الفتوحات المكية: ج2ص12.

[4] الفتوحات المكية: ج1ص244، ج4ص503.

[5] كنز العمال: رقم 18912، 18913، 18975.

[6] الفتوحات المكية: ج2ص15، ج3ص34.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!