موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


تخالف لون جسده من غير سوء، لها نور يتلألأ، فشعر بها الوالد، ثم إن تلك اللمعة انتشرت على وجهه إلى أن عمّت بدنه؛ فقبّلته وودّعته وخرجت من عنده وقلت له: "أنا أسير إلى المسجد الجامع إلى أن يأتيني نعيك." فقال لي: "رُح ولا تترك أحداً يدخل عليّ"، وجمع أهله وبناته. فلما جاء الظهر جاءني نعيه، فجئت إليه فوجدته على حالة يشكُّ الناظر فيه بين الحياة والموت وعلى تلك الحالة دفنّاه، وكان له مشهد عظيم. فسبحان من يختص برحمته من يشاء. فصاحب هذا المقام حياته وموته سواء.[1]

كتاب المشاهد القدسية

عندما رجع الشيخ محي الدين إلى إشبيلية كتب كتابا من كتبه الغامضة وهو كتاب "مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية"،[2] وهي أربعة عشر مشهداً، وهي رسالة كتبها إلى صاحبه التونسي الشيخ أبي محمد عبد العزيز بن أبي بكر القرشي المهدوي.

وهناك شروحات كثيرة لهذا الكتاب منها شرح قامت به ست العجم بنت النفيس بن أبي القاسم البغدادية، وهي امرأة أمّية، وتقول في مقدمة شرحها الذي فرغت منه سنة 852/1448 بحلب أنها رأت الشيخ محي الدين في المنام فطلب منها أن تشرح هذا الكتاب.[3]

تدهور الوضع الأمني في الأندلس

لقد ذكرنا في الفصل الأول كيف أن أمر النصارى الإسبان بدأ يستفحل في الأندلس حين انشغل السلطان يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بإخماد الثورات التي قامت ضده في أفريقية، فطمع بعض أقربائه الذين ولاّهم على إمارات الأندلس واختلفوا فيما بينهم وحاولوا الاستقلال بالحكم دونه. ولما أحسّ ألفونسو السادس (الأدفنش) بضعف المسلمين نقض الهدنة وخرجت جيوشه تعيث فساداً في الأندلس ووجّه كتاباً إلى السلطان يعقوب في مراكش يسخر بالمسلمين ويدعوه فيه إلى القتال، فأجابه السلطان يعقوب على ظهر الرقعة التي فيها كتابه، مبتدئا بقول سليمان عليه السلام كما قال الله تعالى في سورة النمل: ((ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ [37])) ثم قال له: "الجواب ما ترى لا ما تسمع"، وبدأ الاستعداد وجمع الجيوش وكانت معركة الأرك الشهيرة في التاسع من شعبان سنة 591 هـ التي انتهت بفوز ساحق للمسلمين الذين اقتحموا حصن الأرك، وقلعة رباح وغيرهما من القلاع القريبة.



[1] الفتوحات المكية: ج1ص222.

[2] مؤلفات ابن عربي: ص557-560.

[3] شرح المشاهد القدسية، ست عجم بنت النفيس، تحقيق بكري علاء الدين وسعاد الحكيم، المعهد العلمي الفرنسي للراسات العربية-دمشق، 2004، ص5.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!