موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


والشيخ أبو يعزى هو يلنور بن ميمون بن عبد الله الدكالي الهزميري ولد سنة 438/1047 وتوفي سنة 572/1177، عن عمر يناهز 130 سنة، سكن في فاس مدة ثم خرج إلى بلاد مغراوة واستقر بها بقرية تاغيا، وبها توفي رحمه الله.[1]

ثم يضيف الشيخ الأكبر فيقول إن موسى عليه السلام لما جاء من عند ربّه من جبل الطور بعد أن كلّمه الله تكليما، كساه الله نوراً على وجهه يُعرف به صدق ما ادعاه، فما رآه أحدٌ إلا عمي من شدة نوره، فكان يتبرقع حتى لا يتأذّى الناظر إلى وجهه عند رؤيته. ثم يضيف ابن العربي:

وكان شيخنا أبو يعزى بالمغرب موسويّ الورث فأعطاه الله هذه الكرامة، فكان ما يرى أحدٌ وجهه إلا عمي فيمسح الرائي إليه وجهه بثوب مما هو عليه فيردّ الله عليه بصره. وممن رآه فعمِي شيخنا أبو مدين رحمة الله تعالى عليهما، حين رحل إليه فمسح عينيه بالثوب الذي على أبي يعزى فردّ الله عليه بصره. [2]

بعض أقوال أبي مدين

وقد فاق إعجاب الشيخ محي الدين بالشيخ أبي النجا كل حدّ رغم أنه لم يعاشره في الواقع، ونراه في الفتوحات المكية وغيرها ينقل عنه أقوالا كثيرة، كقوله الشهير: "لا يكون المريد مريداً حتى يجد في القرآن كل ما يريد."[3]

وحول حديث النبي صلّى الله عليه وسلّم: "لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر"،[4] يقول الشيخ الأكبر:

فكان شيخنا أبو مدين رضي الله عنه يقول: صَدَقَ، يُزالُ فيدخل صاحبه الجنة دونه، ويبقى هو (أي الكبر) في النار صورة مجسدة أو يعود الكبر إلى من هو له فيأخذ كل ذي حق حقه.[5]

وذلك مثال قول النبي صلّى الله عليه وسلّم ممازحا للعجوز في الحديث الضعيف الذي رواه



[1] انظر ترجمته في الطبقات الكبرى للشعراني: ج1ص136، رقم الترجمة 257، وفي الأعلام للزركلي: ج8ص208، وخصّه العلامة أحمد بن أبي القاسم الهروي الصومعي بتأليف سماه: المعزى في مناقب الشيخ أبي يعزى، وكذلك أفرد له الشيخ التميمي (وهو من أصحاب الشيخ محي الدين) عدة صفحات في "المستفاد"، ص28-40.

[2] الفتوحات المكية: ج4ص51.

[3] الفتوحات المكية، باب325.

[4] حديث صحيح متفق عليه، انظر كنزل العمال: رقم 7747، وكذلك في صحيح مسلم، باب الإيمان، رقم 149.

[5] الفتوحات المكية: ج3ص117.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!