موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


مدين سنة 594 ودفن بعبّاد تلمسان"،[1] وقال ابن الملقن في طبقات الأولياء إنه توفي سنة 593، وأنه ولد سنة 514.[2] ولكن الشيخ محي الدين ابن العربي رضي الله عنه قد أرّخ وفاته سنة 589 بشكل صريح (ولكن غير مباشر) وذلك في عنوان الباب السادس والخمسين وخمسمائة "في معرفة حال قطب كان منزله ((تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ)) [الملك - 1]، وهو من أشياخنا درج سنة تسع وثمانين وخمسمائة رحمه الله"، ثم قال إن هذا الذكر كان لشيخه أبي مدين،[3] ويذكر ابن العربي كثيرا أن شيخه أبا مدين كان أحد الإمامين الذين يكون ذكرهم عادة هذه الآية من سورة تبارك.

وهذا قد يفسّر بشكل أفضل سبب عدم لقاء الشيخ محي الدين بشيخه أبي مدين عندما ذهب إلى تونس سنة 589/590،[4] بل ربّما يعني أن قد شرع بالسفر رغبة في لقائه قبل أن يموت ولكن الله لم يقدّر ذلك.

حب الشيخ الأكبر له

وكان الشيخ الأكبر يحب الشيخ أبا مدين كثيرا ويعتقد فيه، حتى إنه كان يبغض الطرسوسي لأنه كان كان يكره أبا مدين، إلا أنه تراجع عن ذلك بعد تنبيهٍ أتاه من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في المنام، كما رأينا أعلاه، مما دعاه أن يذهب إليه بهدية ويصالحه.

الخصام يكون بين الشياطين

فإن الخصام ليس من خُلق أهل الله لأنه صفة نفسية شيطانية مذمومة، وإن حصل لهم بعض الخصام يعودون عنه بسرعة ويتوبون إلى الله تعالى. وفي سياق مشابه يحكي الشيخ الأكبر قصة خصام قصير حدث بين أبي مدين وأبي الحسن بن الدقّاق الذي كان يواظب على حضور مجلسه، فلما تخاصما انقطع عن الحضور فاستدعاه الشيخ أبو مدين وقال له "يا أبا الحسن ما شأنك انقطعت؟ إن شيطاني خاصم شيطانك ونحن على وُدّنا كما كنّا ما تغيّرنا ولا نُدخل أنفسنا بينهما." فتذكّر أبو الحسن وقبل وصية الشيخ واستغفر الله ورجع إلى حضور مجلسه.[5]

مقام الشيخ أبي مدين ومرتبته



[1] ابن قنفذ، "الوفيات": ص297.

[2] طبقات الأولياء، لابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد المصري، حققه وخرجه نور الدين شربيه، مكتبة الخانجي-مصر، 1973، ص437.

[3] الفتوحات المكية: ج4ص195.

[4] أسين بلاثيوس، "ابن عربي، حياته ومذهبه": ص35.

[5] الفتوحات المكية: ج4ص532.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!