موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


صاحب التفسير المشهور "الجامع لأحكام القرآن"، وعيسى بن دينار فقيه الأندلس، وأبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد القرطبي زعيم الفقهاء في الأندلس والمغرب والذي كان له الأثر العظيم في نهضة أوربا وقد التقى به ابن العربي عندما كان شابا في أول الطريق كما سنرى بعد قليل.

زيارات ابن العربي لقرطبة

مما لا شك أن ابن العربي قد زار قرطبة عدة مرات غير أنه من الصعب تحديد تواريخ هذه الزيارات. وبما أن والد ابن العربي كان من رجال السلطان في إشبيلية، فيبدو أنه كان يقوم بمهمّات مختلفة في البلدان التابعة لها ومنها قرطبة، وربما كان ابن العربي يرافقه منذ صغره حيث نجد أن لقرطبة مكانة رفيعة في نفسه وله فيها ذكريات وتجليات كثيرة نذكر بعضها فيما يلي.

أقطاب الأمم السابقة

ففي قرطبة حصل للشيخ محي الدين مشهد برزخي رأى فيه جماعة من أقطاب الأمم السابقة وعرفهم بأسمائهم العربية، أي بمعنى أسمائهم باللغة العربية:

وأما أقطاب الأمم المكملين في غير هذه الأمة ممن تقدمنا بالزمان فجماعة ذُكرت لي أسماؤهم باللسان العربي لمّا أُشهدتهم ورأيتهم في حضرة برزخية وأنا بمدينة قرطبة في مشهد أقدس، فكان منهم: المفرق، ومداوي الكلوم، والبكّاء، والمرتفع، والشفاء، والماحق، والعاقب، والمنحور، وشحر الماء، وعنصر الحياة، والشريد، والراجع، والصانع، والطيار، والسالم، والخليفة، والمقسوم، والحي، والرامي، والواسع، والبحر، والملصق، والهادي، والمصلح، والباقي. فهؤلاء المكمّلون الذين سُمّوا لنا من آدم عليه السلام إلى زمان محمد صلّى الله عليه وسلّم.[1]

وربما كان من هذا المشهد وأمثاله أن كتب الشيخ محي الدين ما كتبه عن مثل هؤلاء الأقطاب السابقين في كتابه الشهير "العبادلة" الذي سنتكلّم عنه في الفصل السادس.

أنوار الرياح

وفي قرطبة أيضاً حصل للشيخ محي الدين مشهد برزخي آخر رأى فيه أنوار الرياح، وهي، كما يقول الشيخ، أنوارٌ عنصرية أخفاها شدة ظهورها فغشيت الأبصارُ عن إدراكها وما شاهدها الشيخ إلا في الحضرة البرزخية، ثم يقول إن الله قد أتحفه برؤيتها حسّاً بمدينة قرطبة يوماً واحداً اختصاصاً إلهياً وورثاً نبوياً محمديّاً. وهذه الأنوار الرياحية لها سلطان وقوة على جميع بني آدم إلا أهل الله فإن هذه الأنوار تندرج في أنوارهم اندراج أنوار الكواكب في نور الشمس وذلك لضعف نور البصر. وإذا غشيت هذه الأنوار من



[1] الفتوحات المكية: ج1ص151.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!