موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


تدخّل الخضر عليه السلام

وكان بفضل الشيخ أبي العباس العريبي أن التقى الشيخ الأكبر بالخضر عليه السلام لأول مرة، وبعد ذلك التقى الشيخ الأكبر بالخضر عليه السلام في أكثر من مناسبة.

ويقول الشيخ محي الدين أن الخضر اسمه ايليا بن ملكان بن فالغ بن غابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام وكان في جيشٍ فبعثه أمير الجيش يرتاد لهم ماءً، وكانوا قد فقدوا الماء، فوقع بعين الحياة فشرب منه فعاش إلى الآن. وكان لا يعرف ما خصّ الله به من الحياة شارب ذلك الماء، ثم عاد إلى أصحابه فأخبرهم بالماء فسارع الناس إلى ذلك الموضع ليستقوا منه فأخذ الله أبصارهم عنه فلم يقدروا عليه؛ فهذا ما أنتج له سعيه في حق الغير.[1]

ويقول الشيخ محي الدين أن الخضر عليه السلام له من العلم اللّدنّي ومن الرحمة بالعالم ما يليق بمن هو على رتبته، كما ذكر تعالى في سورة الكهف: ((فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا [65] قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا [66])).

وقال الشيخ محي الدين في الباب الخامس والعشرين من الفتوحات والذي خصّصه للحديث عن الخضر عليه السلام وهو بعنوان "في معرفة وتد مخصوص معمّر وأسرار الأقطاب المختصين بأربعة أصناف من العلوم وسرّ المنزل والمنازل ومن دخله من العالم":

اعلم أيها الولي الحميم أيّدك الله أنّ هذا الوتد هو خضر صاحب موسى عليه السلام أطال الله عمره إلى الآن وقد رأينا من رآه واتفق لنا في شأنه أمرٌ عجيب وذلك أن شيخنا أبا العباس العريبي رحمه الله جرت بيني وبينه مسألة في حق شخص كان قد بشّر بظهوره رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فقال لي هو فلان ابن فلان وسمّى لي شخصاً أعرفه باسمه وما رأيته ولكن رأيت ابن عمّته فربّما توقفت فيه ولم آخذ بالقبول، أعني قوله فيه لكوني على بصيرة في أمره. ولا شك أن الشيخ رجع سهمه عليه فتأذّى في باطنه ولم أشعر بذلك فإني كنت في بداية أمري. فانصرفت عنه إلى منزلي فكنت في الطريق فلقيني شخص لا أعرفه فسلّم عليّ ابتداءً سلامَ محبٍّ مشفقٍ وقال لي يا محمّد صدّق الشيخ أبا العباس فيما ذكر لك عن فلان، وسمّى لنا الشخص الذي ذكره أبو العباس العريبي. فقلت له نعم وعلمت ما أراد. ورجعت من حيني إلى الشيخ لأعرّفه بما جرى فعندما دخلت عليه قال لي يا أبا عبد الله أَحْتاج معك إذا ذكرتُ لك مسألة يقف خاطرك عن قبولها إلى الخضر يتعرض إليك يقول لك صدّق فلاناً فيما ذكره لك، ومن أين يتّفق لك هذا في كلّ مسألة تسمعها منّي فتتوقف. فقلت: "إن باب التوبة مفتوح"، فقال: "وقبول التوبة واقع". فعلمت أن ذلك الرجل كان الخضر ولا شك أني استفهمت الشيخ عنه أهو هو قال نعم هو الخضر.[2]



[1] الفتوحات المكية: ج3ص337.

[2] الفتوحات المكية: ج1ص186.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!