موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

الصفحة 57 - قال م وقع في النوم

التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 57 - قال م وقع في النوم


حين تابت عندنا من كل ما *** كان منها قبل هذا سلفا
فأجبناها إلى ما سألت *** باعتقاد ووداد وصفا
وأمرناها بأن تلبسها *** كل من كان بخير عرفا

إلى هنا انتهى ما وقع في الحس من هذه الواقعة وما أذكره بعد هذا هو مما وقع في النوم
وأما النظم فإنه كله في حال النوم فكانت بشرى وهذا ذكر ما بقي من النظم فيها:

هي لمّا لبستها سبّحت *** حسبي اللّه تعالى وكفى
وأتت تلثم نعلي خدمة *** ولقد كان لنا فيه شفا
ولقد عانقت منها غصنا *** يخجل الغصن إذا ما انعطفا
وارتشفنا ريقة مسكية *** تخجل الشّهد إذا ما ارتشفا1
ما أتينا محرما نحذره *** بل أتينا فيه ما اللّه عفا
فانظروا المعنى الذي أرمزه *** في كلامي تجدوه في الوفا
ومن ذلك:

ألبست بنت زكيّ الدين خرقتنا *** من بعد صحبتها إياي بالأدب2
تخلقت فصفت منها مواردها *** وقدّست ذاتها عن أكثر الريب
لما حويت علوما أنت أكثرها *** أخذتها عن مربّ صادق وأب
فلتلبس البنت من شاءته خرقتنا *** بعد التحقق بالأسماء والنسب
لكل إنس وجنّ بعد صحبتهم *** على الشروط التي أودعتها كتبي
ومن ذلك:

ألبست ستّ العابدي‍ *** ن خرقة التصوف3
ألبستها من رغبتي *** فيها ومن تخوّفي
على إنكسار راعني *** منها ومن تشوّف
ألبستها بمكة *** في الحجّ بالمعرّف
ألبستها ثوب تقى *** توّقني تشرّفي
لأنها معشوقة *** لطيفة التظرف
محجوبة مطلوبة *** لطالب التطرّف


1) الارتشاف: الامتصاص، ويريد الإشارة إلى ما عنده من أمور غيبية طيبة المذاق.

2) لبس الخرقة: يعني الارتباط بين الشيخ وبين المريد وفيها معنى المبايعة.

3) الخرقة، هي عتبة الدخول في الصحبة، وارتباط بين الشيخ وبين المريد.


- الديوان الكبير - الصفحة 57


 
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الديوان



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!