الصفحة 56 - قال لبسته نوم عند الحجر في حضرة الكعبة
التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.
|
|
|
|
|
|
الصفحة 56 - قال لبسته نوم عند الحجر في حضرة الكعبة
وكان قد ملكت قلبي محاسنها | *** | خبرا تحققه يربى على الخبر |
ألبستها من سنى الأثواب ثوب تقى | *** | فخرا على جنسها من خرقة الخضر |
وهي التأدّب بالآداب أجمعها | *** | مع التخلّق بالآيات والسّور |
والعهد ما بيننا أن لا تبوح بها | *** | ولا تعرّفها شخصا من البشر |
لكي تكون من الإخلاص نشأتها | *** | فليس يلحقها شيء من الغير | ومن ذلك:
لبست جارية من يدنا | *** | خرقة نالت بها عين الكمال |
خرقة دينية علوية | *** | ألحقتها بمقامات الرجال |
وكذاك اللّه قد ألبسها | *** | ثوب عزّ وقبول وجمال |
وضياء وسناء وسنا | *** | واعتدال وبهاء وجلال |
كلّما أبصرتها غيّبني | *** | ما أرى من حسن دلّ ودلال |
حفظ اللّه عليها عهدها | *** | وعلينا حفظها طول الليالي |
ومن ذلك لبسته نوم عند الحجر في حضرة من الكعبة المعظمة بحال:
ألبست جارية ثوبا من الخفر | *** | في النوم ما بين باب البيت والحجر1 |
وقبّلته فقبّلنا مقبّلها | *** | وغبت فيه عن الإحساس بالبشر |
واستصرخت في ثنيات الطواف وقد | *** | حسرن عن أوجه من أحسن الصّور |
هذا إمام نبيل بين أظهرنا | *** | هذا قتيل الهوى واللثم والنظر |
قالت لها قبليه الأمّ ثانية | *** | عساه يحيى كمثل النفخ في الصور |
فالنفخ يخرج أرواح الورى وبه | *** | يحيى إذا دعيت للنشر من حفر2 |
فعاودت فأزالت حكم غاشيتي | *** | وأدبرت وأنا منها على الأثر |
أقبل الأرض إجلالا لوطأتها | *** | حباله وأنا منه على حذر |
من أجل تقييده بصورة امرأة | *** | عند التجلّي فقلت النقص من بصري |
ونسوة كنجوم في مطالعها | *** | وأنت منهن عين الشمس والقمر |
يا حسنها غادة كالشمس طالعة | *** | تسبي العقول بذاك الغنج والحور3
|
ومن ذلك نومية في حضرة خيالية ووقع لباسها بعد ذلك في الحس:
سألتنا شرف نلبسها | *** | خرفة القوم على شرط الوفا |
1) الخفر: الحياء. 2) الورى: الخلق.
3) الحور في العين: شدة بياض العين وسوادها، أو شدة بياض البياض، وشدة سواد السواد. ويريد بالشمس شمس المعارف. وقوله غادة حسناء يعني مقام المشاهدة.
- الديوان الكبير - الصفحة 56 |
|
|
|
|
|
|
البحث في نص الديوان