الصفحة 49 - قال في باب ليلة قدر العارف
التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.
|
|
|
|
|
|
الصفحة 49 - قال في باب ليلة قدر العارف
لا ولا غيره فإن مقالي | *** | قال نصّ الكتاب ذلك علمي |
أو يقول الرسول لو أجمع الخ | *** | لق على ما أقول ذلك حكمي |
وقال أيضا في باب ليلة قدر العارف1:
كلّ وقت اراك ليلة قدري | *** | والتي للأنام في رمضان |
هي خير من ألف شهر وإني | *** | أنا خير منها بغير زمان2 |
فضلها راجع إليّ وفضلي | *** | راجع للذي عليه براني |
فانظروا الخلق كلّه تجدوه | *** | أرضه وأسماؤه الملوان3 |
جسدا ميتا يزول ويفنى | *** | يوم أمشي عنه لدار الجنان4 |
فحياة الوجود حيث حللنا | *** | منه والموت عند من لا يراني |
كل فخر في كل شخص معار | *** | غير فخري بصورة الرحمن |
وبأشياء جمة تتعالى | *** | كعلوم دليلها في عيان |
وتخلى للّه دنيا وأخرى | *** | في عياني وتارة في جناني |
وقال أيضا في باب ما يخف على النفوس من الأوامر:
أيّ أمر من الأمور يكون | *** | فرض عين وتشتهيه النفوس |
كلّ أمر تمجه غير أمر | *** | ادخلي جنته العلى يا عروس |
وقال أيضا في باب الفخر بالعلم باللّه المشكور:
خصصت بعلم لم يخصّ بمثله | *** | سواي من الرحمن ذي العرش والكرسي5 |
وأشهدت من علم الغيوب عجائبا | *** | تصان عن التذكار في عالم الحسّ |
فيا عجبا إني أروح وأغتدي | *** | غريبا وحيدا في الوجود بلا جنس |
لقد أنكر الأقوام قولي وشنّعوا | *** | عليّ بعلم لا ألوم به نفسي |
فلا هم مع الأحياء في نور ما أرى | *** | ولا هم مع الأموات في ظلمة الرمس6 |
فسبحان من أحيى الفؤاد بنوره | *** | وأفقدهم نور الهداية بالطّمس |
6) -على تضليله. كانت ولادته في قرطبة سنة 384 ه وتوفي سنة 456 ه. 1) العارف، قال ابن عربي: الصارف من أشهده الرب عليه فظهرت الأحوال عن نفسه.
2) إشارة إلى الآية: لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ .3) الملوان: الليل والنهار.
4) الجنان: جمع الجنّة.5) قيل عن العرش بأنه جرم فوق السماء السابعة وقد خلقه اللّه إظهارا لقدرته، والكرسي جرم أيضا، وهو من مظاهر القدرة الإلهية.
6) الرّمس: القبر.
- الديوان الكبير - الصفحة 49 |
|
|
|
|
|
|
البحث في نص الديوان