The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

الصفحة 390 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي

التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 390 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي


عنه فلا يأمن من مكره *** غير ظلوم نفسه غاشم
وعينه كونها فانظروا *** فإنه القاسم في القاسم
كيف لنا بالأمن من مكر من *** صيرني في حلقة الخاتم
من يعرف الأمر بفرقانه *** من عرضه يوصف بالعالم
لو لم يكلف عبده شرعه *** لم يتصف بالأحد الراحم
ما حير العالم إلا الذي *** قد ضرب العالم بالعالم
إذا درى الشخص بعلم الذي *** حيرّه لم يك بالقادم
إلا إذا أبصر معلومه *** أزال عنه حيرة الهائم1
ويحذر الأمر ويخشى الذي *** يقوده للوصف بالنادم
لو أنه يعرف أحواله *** لم يتصف للدين بالعازم
وكان ذا رأي وذا فطنة *** فعل اللبيب الحذر الحازم
وقال أيضا:

الحمد للّه حمد من لم *** يجد جزاء ولا شكورا
وإنما العبد قيل له قل *** فقال ما قاله خبيرا
بانه فيه عبد قن *** ممتثلا امره الكثيرا2
لم يتخذ دونه وليا *** في حمده لا ولا نصيرا
من علم الحقّ علم ذوق *** يعلمه ناقدا بصيرا
من حكم العلم في هواه *** كان على نفسه قديرا
يعرفه كلّ من رآه *** بنعته سيّدا حصورا
وقال أيضا:

كم رأيناك ولم تشعر بنا *** إذ أنا انت وما أنت أنا3
يعلم اللّه باني عبد من *** كلما قال أنا كان أنا
تاه فيه الفكر من عزته *** ليرى ما لا يرى إلا بنا
فإذا ما قلت هب لي نظرة *** قال لا أفعل ما دمت هنا


1) الحيرة: بديهة ترد على قلوب العارفين عند تأملهم وحضورهم وتفكرهم تحجبهم على التأمل والفكرة.

2) عبد قن: عبد ملك هو وأبواه.

3) قوله أنا أنت، فمعناه معنى الإشارة إلى ما أشار إليه الشبلي حيث قال: يا قوم، هذا مجنون بني عامر كان إذا سئل عن ليلى يقول: أنا ليلى فكان يغيب بليلى عن ليلى حتى يبقى بمشهد ليلى، ويغيبه عن كل معنى سوى ليلى، ويشهد الأشياء كلها بليلى.


- الديوان الكبير - الصفحة 390


 
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الديوان



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de manière semi-automatique !