موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

الصفحة 34 - قال في باب المواقف الأدبية

التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 34 - قال في باب المواقف الأدبية


فإنّ بالفكر إذا ما استوى *** في خلدي يتّقد الجمر
فيصبح الكلّ حريقا فلا *** شفع يرى فيه ولا وتر
فقيل لي ما يجتني زهره *** من قال رفقا إنني حرّ
من خطب الخنساء في خدرهها *** متيما لم يغله المهر1
أعطيتها المهر وأنكحتها *** في ليلتي حتى بدا الفجر
فلم أجد غيري فمن ذا الذي *** أنكحته فلينظر الأمر
فالشمس قد أدرج في ضوئها *** القمر الساطع والزهر
كالدّهر مذموم وقد قال من *** صلى عليه ربّك الدهر
وقال أيضا:

ولما أتاني الحقّ ليلا مكلما *** كفاحا وأبداه لعيني التواضع
وأرضعني ثدي الوجود تحققا *** فما أنا مفطوم ولا أنا راضع2
ولم أقتل القبطيّ لكن زجرته *** بعلمي فلم تعسر عليّ المواضع
وما ذبح الأبناء من أجل سطوتي *** ولا جاء شرّير ببطشي رافع
فكنت كموسى غير أني رحمة *** لقومي فلم تحرم عليّ المراضع
لغزت أمورا إن تحققت أمرها *** بدا لك علم عند ربّك نافع

وقال أيضا في باب المواقف الأدبية:

مواقف الحقّ أدّبتني *** وإنما يوقف الأديب3
أشهد في ذاته كفاحا *** فلم أجد شمسها تغيب
واتحدت ذاتنا فلما *** كنت أنا العاشق الحبيب
أرسلني بالصفات كيما *** يعرفني العاقل المصيب
فيأخذ السرّ من فؤادي *** فتغتذي باسمه القلوب4

وقال أيضا في نكتة الشرف في غرف من فوقها غرف:

فمن شرف النبيّ على الوجود *** ختام الأولياء من العقود


1) الخنساء: المرأة إذا كان في أنفيها تأخّر عن الوجه. الخدر: الخباء.

2) المراد أن له أوان فطام وأوان ارتضاع، فلا ينبغي عند المتصوفة للمريد أن يفارق شيخه إلا بإذنه، ولا يأذن الشيخ للمريد في المفارقة إلا بعد علمه بأن آن له أوان الفطام، وأنه يقدر أن يستقل بنفسه.

3) أدّبتني: أرجعتني.

4) السرّ: يريد تلك اللطيفة المودعة في القلب كالروح في البدن، وهو نور روحاني هو آلة النفس ومحل المشاهدة، وبدونه-برأيهم-تعجز النفس عن العمل.


- الديوان الكبير - الصفحة 34


 
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الديوان



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!