الصفحة 214 - قال في حرف الغين
التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.
|
|
|
|
|
|
الصفحة 214 - قال في حرف الغين
عزيز ذليل بائس وهو ذو غنى | *** | ولكن عمن إذ هو السيب والمنع |
عبدناه بالفقر الذي قام عندنا | *** | ولو قام ضدّ الفقر لم ندر ما الصنع |
علينا من التقوى رقيب مسلّط | *** | نقيّ وقيّ فهو لي الوتر والشفع |
علوت عن التنزيه معنى وما علا | *** | عن الحكم والتشبيه فليدع من يدعو |
وقال أيضا في حرف الغين:
غنيّ عن الأكوان بالذات والذي | *** | له من سنى الأسماء ما ليس يبلغ1 |
غوى من له حكم الخلافة في الورى | *** | لذا جاء في القرآن حقا سنفرغ2 |
غريق ببحر والنجاة بعيدة | *** | ولولا وجودي لم ير الحقّ يدمغ |
غنيّ وإني أكثر الذكر جاهدا | *** | فقال أنا عن كلّ ذاك مفرّغ |
غنيت به إذ كان كوني وجوده | *** | ونشىء به في قالب الطبع يفرغ |
غريب تراه العين في أرض غربة | *** | من الأهل والمرجوّ منه سيبلغ |
غوايتنا ما كانت إلا لحكمة | *** | هي الرشد عن أمر أتاه المبلغ |
غصصت بريقي بل شرقت بمائه | *** | ويا عجبا وهو الحياة فبلغوا |
غرار حسام الموت والحكم فيصل | *** | لسان فصيح النطق ما هو ألثغ |
غمام جوى إتيان حقّ بمحشر | *** | وأرواح أملاك فقولوا وسوّغوا |
وقال أيضا في حرف الفاء:
فررت إلى ربي كموسى ولم يكن | *** | فراري عن خوف عناية مصطفى |
فنوديت من تبغي فقلت: وصال من | *** | دعاني إليه قبل والرسم قد عفا3 |
فما هو مطموس وما هو واضح | *** | وطالبه بالنفس منه على شفا |
فلو كان معلوما لكان مميّزا | *** | ولو كان مجهولا لما كان منصفا |
فيا ليت شعري هل أراه كما أرى | *** | وجودي ومن يرجو غنيّا قد أنصفا |
فقال لسان الحال يخبر أنني | *** | غلطت ولا واللّه جئت معنفا4 |
فبادرني في الحال من غير مقصدي | *** | أيا حادبي عندي ببابي توقفا |
1) الذات: يراد بها، مطلقا، الأمر الذي تستند إليه الأسماء والصفات في عينها لا في وجودها. 2) الورى: الخلق.
3) الوصال: يعني الوصل والاتصال. وقالوا هو أيضا الانقطاع عما سوى الحق، وليس المراد اتصال ذات بذات كما يتوهم، فذلك كفر، وأدنى الوصال مشاهدة العبد ربه تعالى بعين القلب.4) الحال: هو ما يرد على القلب من طرب أو حزن أو بسط أو قبض. واللسان: أي البيان عن علم الحقائق.
- الديوان الكبير - الصفحة 214 |
|
|
|
|
|
|
البحث في نص الديوان