الصفحة 208 - قال في حرف الحاء
التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.
|
|
|
|
|
|
الصفحة 208 - قال في حرف الحاء
جرى القدر المحتوم في كلّ كائن | *** | بما هو فيه ما عليه به حرج |
جزى اللّه عنا من يجازي مسيئنا | *** | على سوءه حسنا فأصبح يبتهج |
جزاء وفاقا لا اتفاقا وإنهم | *** | يقولون بالتوحيد والأمر مزدوج |
جنينا عليه بالقبول فأمرنا | *** | مريج فعين الكون تبدو إذا مرج1 |
جماع بأنثى قيل فيها طبيعة | *** | تولّد منه كل ما دبّ أو درج |
وقال أيضا في حرف الحاء:
حمد الإله يقدّس الأرواحا | *** | باللام لا بالباء والأشباحا |
حمد سرى نحو المهيمن سرّه | *** | ليشاهد الأقلام والألواحا2 |
حياه عند نزوله في لا ولا | *** | من شرّف المشكاة والمصباحا |
حتى يراقب نشأة ممزوجة | *** | ويواصل الإمساء والإصباحا |
حرّ عن الأغيار عبد للذي | *** | جلى إليه وجهه الوضّاحا |
حاذر غوائل مكره في بسطه | *** | لا تأمن الرزاق والفتّاحا |
حنت إليه ركائب من شوقه | *** | منحته فتح الباب والمفتاحا |
حاميم يتلوها طواسم رمزه | *** | ليسخر الأفلاك والأرواحا3 |
حاربت من أهواه فيه بأمره | *** | لأحصّل الأكساب والأرباحا |
حتى أوافي الضدّ صحبة عاشق | *** | وأجانب العذال والمنصاحا4 |
وقال أيضا في حرف الخاء:
خبير بما أبدى عليم بما أخفى | *** | علي من التفريغ من كرم السخّ5 |
خفى بما أبداه من نور ذاته | *** | عن العقل والأبصار في عالم السلخ |
خبرت وجود الكون في كلّ حالة | *** | فعاينته قد حاز مرتبة المسخ |
خؤونا أمينا صادقا كاذبا وما | *** | تقابلت الأحوال إلاّ من الطبخ |
خلقت لأمر لا أقوم بحقه | *** | وذلك لاستعدادنا حالة النفخ |
1) المرج: الاختلاط. 2) السر: لطيفة مودعة في القلب كالروح في البدن. والقلم: يريد به علم التفصيل، فالحروف مجملة في مراد الدواة ولا تقبل التفصيل ما دامت فيها، فإذا انتقل المداد منها إلى القلم تفصلت الحروف به في اللوح وتفصل العلم لها، واللوح: الكتاب المبين محل التدوين والتسطر الموصل إلى حد معلوم والألواح أربعة: لوح القضاء ولوح القدر ولوح النفس الجزئية ولوح الهيولي، هكذا عند أهل التصوف.
3) الطواسم: جمع الطّسم: الظلام.4) العاشق: المحب إلى أقصى درجة من درجات المحبة.
5) السّخ: من السخاء ويريد: الإمعان.
- الديوان الكبير - الصفحة 208 |
|
|
|
|
|
|
البحث في نص الديوان