موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة مقام الإخلاص
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 220 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

الذي يعم جميع هذه الاعتقادات ويعلم مصادرها ومواردها ولا يغيب عنه منها شي‏ء فمثل هذا لا تتعين له الاستقامة لأنه لا يرى لهذه الحال ضدا تتميز به هذه الحالة لأنه فيها والكون إذا كان في الشي‏ء لا يدركه عينا ورؤية بصر وإن عرفه كما لا يدرك الهواء للقرب المفرط كذلك لا يدرك الحق للقرب المفرط فإنه أقرب إلينا من حَبْلِ الْوَرِيدِ ف لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ

[سبحان من خلق العالم للسعادة لا للشقاء وكان الشقاء فيه عرضا عرض‏]

فسبحان من خلق العالم للسعادة لا للشقاء فكان الشقاء فيه عرضا عرض له ثم يزول وذلك لأن الله تعالى ما خلق العالم لنفس العالم وإنما خلقه لنفسه فقال فيه وإِنْ من شَيْ‏ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ونحن من الأشياء ثم قال في حقنا وما خَلَقْتُ الْجِنَّ والْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ فما من أحد منا يتعزز على الله ولا يتكبر عليه وإن تكبر بعضنا على بعض وما من صاحب نحلة ولا ملة ولا نظر إلا وتسأله عن طلبه فتجده مستوفر الهمة على طلب موجدة لأنه خلقه للمعرفة به واختلفت أحوالهم في إدراك مطلوبهم لاختلاف أمزجتهم ونزلت الشرائع تصوب نظر كل ناظر ويتجلى لأهل الكشوف والكل أهل كشف لكن بعضهم لا يدري أن مطلوبه قد أدركه وهو الذي خشع له وآخر قد علم أنه لا يرى سوى مطلوبه فالكل في عين الوجود والشهود ولكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ فرحم الله الجميع وهذا معنى قوله ورَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ

[مدرسة الوجود الجامعية ربها المعيدون فيها المذنبون فيها المذنبون أصناف عاومها الكلية الأربعة]

وسيرد إن شاء الله في منزل الإنعام والآلاء من هذا الكتاب ما أشرنا إليه في هذا الكلام فإنا جعلنا فيه أن الوجود مدرسة وأن الحق سبحانه هو رب هذه المدرسة وملقي الدروس فيها على المتعلمين وهم العالم والرسل هم المعيدون والورثة هم المذنبون وهم معيدو المعيدين والعلوم التي يلقيها للمتعلمين في هذه المدرسة وإن كثرت فهي ترجع إلى أربعة أصناف صنف يلقى عليهم دروس موازين الكلام في الألفاظ والمعاني ليميزوا بها الصحيح من السقيم وإن كان الكل صحيحا عند العلماء بالله وإنما يسمى سقيما بالنظر إلى ضده أو غرض ما معين والعلم الثاني هو العلم بتنقيح الأذهان وتدريب الأفكار وتهذيب العقول لأن رب المدرسة إنما يريد أن يعرفهم بنفسه وهو الغاية المطلوبة التي لأجلها وضع هذه المدرسة وجمع هؤلاء الفقهاء فاستدرجهم للعلم به شيئا بعد شي‏ء وبعضهم تجلى لهم ابتداء فعرفوه لصحة مزاجهم كالملائكة والأجسام المعدنية والنباتية والحيوانية وما احتجب إلا عن الثقلين ففيهما وضع هذه العلوم ليتدربوا بها للعلم به وهو لا يزال خلف حجاب المعيدين والعقول ستر مسدل وباب مقفل ودروس يلقيها أيضا ليعلمهم بذلك ما سبب وجود هذه الهياكل واختلافات أمزجتها وبما امتزجت وما سبب عللها وأمراضها وصحتها وعافيتها ومن أي شي‏ء قامت وما يصلحها ويفسدها وما معنى الطبيعة فيها وأين مرتبتها من العالم وهل هي أمر وجودي عيني أو هي أمر وجودي عقلي وهل يخرج عنها شي‏ء أو صنف من العالم أو لا حكم لها إلا في الأجسام المركبة التي تقبل الحل والتركيب والكون والفساد وما أشبه هذا الفن والدرس الرابع هو ما يلقيه من العلم الإلهي وما يجب أن يكون عليه هذا المفتقر إليه الذي هو الله سبحانه وما يستحيل أن ينعت به وما يجوز فعله في خلقه وما ثم درس خامس أصلا لأنه ليس وراء الله مرمى غير أن كل نوع من أنواع هذه العلوم ينقسم إلى علوم جزئية كثيرة يتسع المجال فيها فمن وقف مع شي‏ء منها ولم يحضر من الدروس إلا درسها كان ناقصا عن غيره ومن ارتفعت همته وعلم أن هذه الدروس ليس المطلوب منها نفسها ولا وضعت لعينها وإنما المقصود منها تحصيل العلم بالله الذي هو رب هذه المدرسة جعل في همته طلب هذا العلم الإلهي فمنهم من طلبه بمقدمات هذه العلوم وهو طلب عقلي ومنهم من طلبه من المعيد واقتصر عليه فإنه رأى بينه وبين المدرس وصلة ورأى رسولا يخرج إليه من خلف الحجاب يعرفه بأمور يلقيها على الحاضرين وأوقات يدخل المعيد إليه ثم يخرج من عنده فقال هذا الطالب العلم بالله من جهة هذا المعيد أحق وأوثق للنفس من أن تتخذ دليلا نظريا أو فكريا مما تقدم من هذه العلوم الأخر فلما أخذ علمه من المعيد كان وارثا وصار معيدا للمعيد وهو المذنب ويسمى في الشرع الوارث وهم ورثة الأنبياء

(الباب الرابع والثلاثون ومائة في معرفة مقام الإخلاص)

من أخلص الدين فذاك الذي *** لنفسه الرحمن يستخلصه‏

فكل نقصان إذا لم يكن *** في كونه فإنه ينقصه‏


مخطوطة قونية
4195
4196
4197
4198
4199
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 220 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!