موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة مقام ترك اليقين وأسراره
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 205 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

ومثل هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إنه أشار بذلك إلى نفسه ومعلوم أنه ليس أحد من البشر يماثله في اليقين لكنه ما مشى في الهواء بيقينه وإنما جاءه جبريل عليه السلام بدابة دون البغل وفوق الحمار تسمى البراق فكان والبراق هو الذي مشى في الهواء ثم إنه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لما انتهى البراق به إلى الحد الذي أذن له نزل عنه وقعد في الرفرف وعلا به إلى حيث أراد الله وغفل الناس عن هذا كله فما أسرى به صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لقوة يقينه بل يقينه في قلبه على ما هو به من التعلق بالمتيقن العام كان ما كان لكنه مما فيه سعادته لأنه وصف به في معرض المدح‏

[شرف اليقين بشرف موضوعه وهو الأمر المتيقن‏]

ولنا في اليقين جزء شريف وضعناه في مسجد اليقين مسجد إبراهيم الخليل في زيارتنا لوطا عليه السلام فقد يتيقن الجاهل أنه جاهل والظان أنه ظان والشاك أنه شاك فيما هو فيه شاك وكل واحد صاحب يقين قاطع بحاله الذي هو عليه علما كان أو غير علم فإن قلت فأين شرفه قلنا شرفه بشرف المتيقن كالعلم سواء ولهذا جاء بالألف واللام في قوله حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ يريد متيقنا خاصا ما هو يقين يقع المدح به بل هو يقين معين‏

[اليقين المستقل الذي ليس له محل يقوم به‏]

وقوله تعالى وما قَتَلُوهُ يَقِيناً يريد ما هو مقتول في نفس الأمر لا عندهم بل شُبِّهَ لَهُمْ فهذا يقين مستقل ليس له محل يقوم به فإنهم متيقنون أنهم قتلوه والله ليس بمحل لليقين فلم يبق محل لليقين سوى القتل وهذا من باب قيام المعنى بالمعنى فإن اليقين معنى والقتل معنى فالقتل قد تيقن في نفسه أنه ما قام بعيسى عليه السلام فالقتل موصوف في هذه الآية باليقين وأصدق المعاني ما قام بالمعاني وهذه المسألة عندنا من محارات العقول مما لا يقضي فيها بشي‏ء وعند بعضنا يلحقه بالمحال وعند بعضهم ممكنة واقعة

[اليقين عزيز الوجود في الأمور الطبيعية المعتادة]

وبالجملة فاليقين عزيز الوجود في الأمور الطبيعية المعتادة فإن العادة تسرق الطبع ولا سيما في الأمور التي بها قوام البدن الطبيعي فإذا فقد ما به يصل إلى ما به قوامه فإنه يتألم والألم لا يقدح في اليقين فإنه ما يضاده ولكن قل إن يتألم ذو ألم إلا ولا بد أن يضطرب ويتحرك في نفسه ولا سيما ألم الجوع والعطش والبرد والحر والاضطراب يضاد اليقين فإن اليقين سكون النفس إلى من بيده هذه الأمور المزيلة لهذه الآلام فيريد من قامت به الآلام سرعة زوالها طبعا وإذا كان هذا فنسلك في اليقين طريقة غير ما يتخيلها أهل الطريق وهو أن الاضطراب لا يقدح في اليقين إذا كان هبوب اليقين في إزالة تلك الآلام إلى جناب الحق لا إلى الأسباب المزيلة في العادة فإن شاء الحق أزالها بتلك الأسباب أزالها بأن يوجد عنده تلك الأسباب وإن شاء أزالها بغير ذلك فصار متعلق اليقين الجناب الإلهي لا غير وهذا قد يكون كثيرا في رجال الله‏

[درجات اليقين عند العارفين‏]

ودرجات اليقين عند العارفين مائتان درجة ودرجة واحدة وعند الملامية مائة وسبعون درجة وهو ملكوتي جبروتي له إلى الملكوت نسبة واحدة وعند العارفين نسبتان لأنه عند العارفين مركب من ست حقائق ونشأته عند الملامية من أربع حقائق وله السكون الميت والحي فبالسكون الحي يضطرب صاحبه وبالسكون الميت يتعلق بالله فما يضطرب فيه من غير تعيين مزيل بل بما أراد الله أن يزيله‏

(الباب الثالث والعشرون ومائة في معرفة مقام ترك اليقين وأسراره)

إذا وقف العبيد مع المريد *** يزيل يقينه حكم الإرادة

ويعطي الحق رتبته لئلا *** يقيده فيقدح في العبادة

فيفعل ما يشاء كما يشاء *** بلا جبر ولا حكم لعادة

وقد دل الدليل بغير شك *** ولا ريب على نفي الإعادة

لأن الجوهر المعلوم باق *** على ما كان في حكم الشهادة

فيخلع منه وقتا أو عليه *** بمثل أو بضد للإفادة

[لا يتكرر شي‏ء في الوجود للاتساع الإلهي‏]

اعلم وفقك الله أني أردت بنفي الإعادة الذي نقول إنه لا يتكرر شي‏ء في الوجود للاتساع الإلهي وإنما هي أعيان أمثال لا يدركها لحس إذ لا يدرك التفرقة بينها أريد بين ما انعدم منها وما تجدد وهو قول المتكلمين إن العرض لا يبقى زمانين‏

[اليقين فيه رائحة من مقاومة القهر الإلهي كالصبر]

لما كان اليقين فيه رائحة من مقاومة القهر الإلهي مثل الصبر ترك أهل الله الاتصاف به وتعمله وطلبه من الله فإذا أتى من عند الله من غير تعمل من العبد قبله العبد أدبا مع الله ولم يرده على الله إذا أراد الله أن يصير هذا العبد محلا


مخطوطة قونية
4131
4132
4133
4134
4135
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 205 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!