موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى مقام الخشوع
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 193 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

كان ذلك المراد محبوبا أو غير محبوب والشهوة لا تتعلق إلا بما للنفس في نيله لذة خاصة ومحل الشهوة النفس الحيوانية ومحل الإرادة النفس الناطقة والشهوة تتقدم اللذة بالمشتهى في الوجود ولها لذة متخيلة تتعلق بتصور وجود المشتهي فتلك اللذة مقارنة لها في الوجود فتوجد في النفس قبل حصول المشتهي واللذة مقارنة لوجود حصول المشتهي في ملك المشتهي فتزول شهوة التحصيل وتبقي اللذة فليس عين الشهوة عين اللذة لفنائه بحصول المشتهي وبقاء اللذة

[الشهوة واللذة]

غير إن الطبع يحدث له أو يظهر له عن كمون غيب إلهي شهوة أخرى تتعلق ببقاء المشتهي دائما لا تنقطع فهذه شهوة لا لذة لها فإن البقاء دائما غير حاصل مطلقا فلا يتناهى الأمر ولا يوجد البقاء فإن جدد البقاء بزمان مخصوص ومقدار معين فذلك البقاء المشتهي يكون للشهوة لذة بحصوله موجودا فاللذة مقارنة لحصول المشتهي خاصة لا تتأخر عنه ولا تتقدمه بوجود عين ووجود خيال‏

[شهوة الدنيا وشهوة الجنة]

وأما شهوة الدنيا فلا تقع لها لذة إلا بالمحسوس الكائن وشهوة الجنة يقع لها اللذة بالمحسوس وبالمعقول على صورة ما يقع بالمحسوس من وجود الأثر البرزخى عند نيل المشتهي المعقول سواء ولا أعني بالجنة أن هذه الشهوة التي هذا حكمها لا توجد إلا في الجنة المعلومة في العموم إنما أعني حيث وجد هذا الحكم لهذه الشهوة الذي ذكرناه فهو شهوة الجنة سواء وجد في الدنيا أو وجد في الجنة وإنما أضفناها إلى الجنة لأنها تكون فيها لكل أحد من أهل الجنة وفي الدنيا لا تقع إلا لآحاد من العارفين‏

[نسب الشهوة ومقاماتها وأسرارها]

والشهوة لها نسبة واحدة إلى عالم الملك ونسبتان إلى عالم الملكوت ولها مقامات وأسرار وهي الدرجات بقدر ما لحروف اسم الشهوة من العدد بالجمل الكبير بالتعريف وهو الشهوة وبالتنكير وهو شهوة وبالاتصال بكلام فتعود هاء السكت تاء فلها عدد التاء وعدد الهاء في حال التنكير والتعريف فاجمع الأعداد بعضها إلى بعض فما اجتمع لك من ذلك فهو قدر درجات ما يناله صاحب ذلك المقام ولا يعتبر فيه إلا اللفظ العربي القرشي فإنه لغة أهل الجنة سواء كان أصلا وهو البناء أو فرعا وهو الإعراب وغير العربي والمعرب لا يلتفت إليه‏

[لكل موجود من اسمه نصيب‏]

وكذلك تعمل في كل اسم مقام وهو قولهم لكل إنسان من اسمه نصيب ومعناه لكل موجود من اسمه نصيب ولهذا جاءت أسماء النعوت فلا تطلب إلا أصحابها وهي زور على من تطلق عليه وليست له وهذا من أصعب المسائل فإن الاسم إطلاق إلهي فلا بد من نصيب منه لذلك المسمى غير أنه يخفى في حال مسمى ما ويظهر في آخر ومدرك ذلك عزيز وعلى هذا الحد الإرادة

[المريد والمشتهى والمسلم المؤمن المحسن‏]

فالمريد إلهي رباني رحماني والمشتهي رباني رحماني خاصة والمسلم المؤمن المحسن هو المريد وصاحب الشهوة مسلم نصف مؤمن نصف محسن لأنه مع الإحسان المقيد بالتشبيه‏

(الباب العاشر ومائة في مقام الخشوع)

لا يكون الخشوع إلا إذا ما *** يبصر القلب من تدلى إليه‏

وتجلى له بصورة مثل *** غير هذا فلا يكون لديه‏

فإن اعتز في مقام التجلي *** فله الحكم لا يكون عليه‏

[النعت المحمود في الدنيا على قوم محمودين المحمود في الآخرة على قوم مذمومين‏]

الخشوع مقام الذلة والصغار وهو من صفات المخلوقين ليس له في الألوهية مدخل وهو نعت محمود في الدنيا على قوم محمودين وهو نعت محمود في الآخرة في قوم مذمومين شرعا بلسان حق وهو حال ينتقل من المؤمنين في الآخرة إلى أهل العزة المتكبرين الجبارين الذين يريدون علوا في الأرض من المفسدين في الأرض فالمؤمنون في صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ وهم الخاشعون من الرجال والخاشعات من النساء الذين أَعَدَّ الله لَهُمْ مَغْفِرَةً وأَجْراً عَظِيماً ونعت أصحابه في الآخرة فقال خاشِعِينَ من الذُّلِّ يَنْظُرُونَ من طَرْفٍ خَفِيٍّ وقال وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى‏ ناراً حامِيَةً تُسْقى‏ من عَيْنٍ آنِيَةٍ لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا من ضَرِيعٍ‏

[الخشوع لا يكون إلا عن تجل على القلوب‏]

ولا يكون الخشوع حيث كان إلا عن تجل إلهي على القلوب في المؤمن عن تعظيم وإجلال وفي الكافر عن قهر وخوف وبطش‏

قال عليه السلام حين سئل عن كسوف الشمس إن الله إذا تجلى لشي‏ء خشع له خرجه البزار

وإذا وقع التجلي حصل الخشوع وأورث التجلي العلم والعلم يورث الخشية إِنَّما يَخْشَى الله من عِبادِهِ الْعُلَماءُ

[الغت والغط في نزول الوحى‏]

والخشية تعطي الخشوع والخشوع يعطي التصدع وهو انفعال الطبع للخشوع والتصدع تقصف وتكسر في الأعضاء والغطيط الذي يسمع فيها كل ذلك من أثر الطبع القابل لأثر الوارد في التجلي الإلهي وهو الذي‏


مخطوطة قونية
4081
4082
4083
4084
4085
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 193 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!