موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة مقام السهر
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 181 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

يتخيل أنه صوت ذلك الصامت وليس كذلك فمن ليست له هذه الحالة فلا يدعي أنه صامت‏

[المتكلم بالإشارة]

وأما الصامت المتكلم بالإشارة فهو يتعب نفسه وغيره ولا ينتج له شيئا بل هو ممن يتشبه بالأخرس الذي يتكلم بالإشارة فلا يعول عليه وهذا مما غلط فيه جماعة من أهل الطريق فمن نصح نفسه فقد أقمنا له ميزان هذا المقام الذي يزنه به حتى لا يتلبس عليه الأمر وهذا لا يكون إلا للالهيين المحسنين لا لغيرهم من المؤمنين والمسلمين الذين لم يحصل لهم مقام الإحسان‏

(الباب السابع والتسعون في مقام الكلام وتفاصيله)

إن الكلام عبارات وألفاظ *** وقد تنوب إشارات وإيماء

لو لا الكلام لكنا اليوم في عدم *** ولم تكن ثم أحكام وأنباء

وإنه نفس الرحمن عينه *** عقل صريح وفي التشريع أنباء

فيه بدت صور الأشخاص بارزة *** معنى وحسا وذاك البدو إنشاء

فانظر ترى الحكمة الغراء قائمة *** فيها لعين اللبيب القلب أشياء

[معارج التكوين التي يعرج فيها النفس الرحمانى‏]

الكلام صفة مؤثرة نفسية رحمانية مشتقة من الكلم وهو الجرح فلهذا قلنا مؤثرة كما أثر الكلم في جسم المجروح فأول كلام شق إسماع الممكنات كلمة كن فما ظهر العالم إلا عن صفة الكلام وهو توجه نفس الرحمن على عين من الأعيان ينفتح في ذلك النفس شخصية ذلك المقصود فيعبر عن ذلك الكون بالكلام وعن المتكون فيه بالنفس كما ينتهي النفس من المتنفس المريد إيجاد عين حرف فيخرج النفس المسمى صوتا ففي أي موضع انتهى أمد قصده ظهر عند ذلك عين الحرف المقصود إن كان عين الحرف خاصة هو المقصود فتظهر الهاء مثلا إلى الواو وما بينهما من مخارج الحروف وهذه تسمى معارج التكوين فيها يعرج النفس الرحماني فأي عين عين من الأعيان الثابتة اتصفت بالوجود

[المتكلم الإلهي والرباني والرحمانى‏]

فلا بد لكل متكلم من أثر في نفس من كلمة غير إن المتكلم قد يكون إلهيا وربانيا ورحمانيا فمن كونه ربانيا ورحمانيا لا يشترط في كلامه خلق عين ظاهرة سوى ما ظهر من صورة الكلام التي أنشأها عند التلفظ فإن أثرت نشأة كلامه نشأة أخرى وهو أن يقول لزيد قم فهذا المتكلم قد أنشأ نشأة قم فإن قام زيد لأمره فقد أنشأ هذا الآمر صورة القيام في زيد عن نشأة لفظة قم فهو إلهي لأن انشاء الأعيان إنما هو لله وهذا عام في جميع الخلق فإن لم يسمع منه ولا أثرت فيه نشأة أمره فهو قاصر الهمة وليس بإلهي في هذه الحال وإنما هو رباني أو رحماني ولا يلزم للرباني والرحماني سوى إقامة نشأة الكلام خاصة والإلهي هو الذي ذكرناه‏

[المتكلم الإلهي على نوعين‏]

غير إن الإلهي على نوعين إلهي كما ذكرناه وإلهي يؤثر كلامه في الأشياء مطلقا من جماد ونبات وحيوان وكون أي كون كان علوا وسفلا فهذا هو الإلهي المطلوب في هذا الطريق ولا يصح وجوده عاما أبدا في هذه الدار بل محله الجنان فإنه لا أكبر من محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وقد قال لمن حقت عليه كلمة العذاب قل لا إله إلا الله‏

فما ظهر عن نشأة أمره نشأة لا إله إلا الله في محل المأمور وإن كان على بصيرة فيه ولكنه مأمور أن يأمر وهو حريص على الأمة فالمأمور ما امتنع وإنما الممتنع لا إله إلا الله فإن هذا اللفظ هو المأمور أن يكون في هذا المحل فلم يكن فلو تكون في محل هذا الشخص لظهر عينه وأعطاه اسم الإسلام كما إن هذا الشخص لما قال له الحق كن وهو في العدم لم يتمكن له إلا أن يكون ولا بد فقد علمت من هو المأمور بالوجود في التحقيق وهو قول الله إِنَّكَ لا تَهْدِي من أَحْبَبْتَ أي إنك لا تقدر على من تريد أن تجعله محلا لظهور ما تريد إنشاءه فيه أن يكون محلا لوجود إنشائك فيه فليس كل متكلم في الدنيا بإلهي مطلق لكن له الإطلاق فيما يريد أن ينشئه في نفسه لا في غيره فاعلم سر هذا واعلم هل أنت متكلم أو لافظ

(الباب الثامن والتسعون في معرفة مقام السهر)

من لا تنام له عين وليس له *** قلب ينام فذاك الواحد الأحد

مقامه الحفظ والأعيان تعبده *** ولا يقيده طبع ولا جسد

هو الإمام وما تسري إمامته *** في العالمين فلم يظفر به أحد


مخطوطة قونية
4030
4031
4032
4033
4034
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 181 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!